واعلم أن المؤمن ينكشف له عقيب الموت من سعة جلال الله ما تكون الدنيا بالإضافة إليه كالسجن والمضيق .
ويكون مثاله كالمحبوس في بيت مظلم فتح له باب إلى بستان واسع الأكناف لا يبلغ طرفه أقصاه فيه أنواع الأشجار والأزهار والثمار والطيور فلا يشتهي العود إلى السجن المظلم وقد ضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلا فقال لرجل مات : أصبح هذا مرتحلا عن الدنيا وتركها لأهلها فإن كان قد رضي فلا يسره أن يرجع إلى الدنيا كما لا يسر أحدكم أن يرجع إلى بطن أمه فعرفك بهذا أن نسبة سعة الآخرة إلى الدنيا كنسبة سعة الدنيا إلى ظلمة الرحم وقال صلى الله عليه وسلم: إن مثل المؤمن في الدنيا كمثل الجنين في بطن أمه إذا خرج من بطنها بكى على مخرجه ، حتى إذا رأى الضوء ورضع لم يحب أن يرجع إلى مكانه ، وكذلك المؤمن يجزع من الموت فإذا أفضى إلى ربه لم يحب أن يرجع إلى الدنيا كما لا يحب الجنين أن يرجع إلى بطن أمه nindex.php?page=hadith&LINKID=656031وقيل لرسول ، الله صلى الله عليه وسلم : إن فلانا قد مات فقال : مستريح أو مستراح منه أشار بالمستريح إلى المؤمن وبالمستراح منه إلى الفاجر إذ يستريح أهل الدنيا منه وقال أبو عمر : صاحب السقيا مر بنا ابن عمر ونحن صبيان فنظر إلى قبر فإذا جمجمة بادية فأمر رجلا فواراها ، ثم قال : إن هذه الأبدان ليس يضرها هذا الثرى شيئا ، وإنما الأرواح التي تعاقب وتثاب إلى يوم القيامة وعن عمرو بن دينار قال : ما من ميت يموت إلا وهو يعلم ما يكون في أهله بعده وإنهم ليغسلونه ويكفنونه وإنه لينظر إليهم وقال nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك بن أنس بلغني أن أرواح المؤمنين مرسلة تذهب حيث شاءت وقال النعمان بن بشير سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر يقول : ألا إنه لم يبق من الدنيا إلا مثل الذباب يمور في جوها فالله الله في إخوانكم من أهل القبور فإن أعمالكم تعرض عليهم وقال أبو هريرة قال النبي ، صلى الله عليه وسلم : لا تفضحوا موتاكم بسيئات أعمالكم ، فإنها تعرض على أوليائكم من أهل القبور ولذلك قال أبو الدرداء اللهم إني أعوذ بك أن أعمل عملا أخزى به، عن عبد الله بن رواحة وكان قد مات وهو خاله وسئل nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو بن العاص عن أرواح المؤمنين إذا ماتوا أين هي ؟ قال : في حواصل طير بيض في ظل العرش وأرواح الكافرين في الأرض السابعة .
(واعلم أن المؤمن ينكشف له عقيب الموت من سعة جلال الله وعظمته ما تكون الدنيا بالإضافة إليه كالسجن والمضيق ويكون مثاله كالمحبوس في بيت مظلم فتح له باب إلى بستان واسع الأكناف) بعيد الأقطار (لا يبلغ طرفه أقصاه فيه أنواع الأشجار والأزهار والطيور والثمار فلا يشتهي العود إلى السجن الضيق المظلم) وقد نقل ابن القيم في كتاب الروح أن للنفس أربع دور كل دار أعظم من التي قبلها، الأولى: بطن الأم [ ص: 384 ] وذلك محل الحصر والضيق والظلمات الثلاث، الثانية: هذه الدار التي نشأت فيها وألفتها واكتسبت فيها الخير والشر، الثالثة: دار البرزخ وهي أوسع من هذه الدار وأعظم ونسبة هذه الدار إليها كنسبة الدار الأولى إلى هذه، الرابعة: التي لا دار بعدها دار القرار الجنة أو النار ولها في كل دار من هذه الدور حكم وشأن غير شأن الأخرى. اهـ .
(وقد ضرب له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مثلا فقال لرجل مات: أصبح هذا مرتحلا عن الدنيا وتركها لأهلها فإن كان قد رضي فلا يسره أن يرجع إلى الدنيا كما لا يسر أحدكم أن يرجع إلى بطن أمه) .
قال العراقي: رواه nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا من حديث nindex.php?page=showalam&ids=16705عمرو بن دينار مرسلا ورجاله ثقات. اهـ .
قلت: وكذلك عزاه السيوطي في شرح الصدور nindex.php?page=showalam&ids=12455لابن أبي الدنيا ولفظه: قال nindex.php?page=showalam&ids=16705عمرو بن دينار أن رجلا مات فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أصبح هذا مرتحلا فذكره (فعرفك بهذا أن نسبة سعة الآخرة إلى الدنيا كنسبة سعة الدنيا إلى ظلمة الرحم) وعالم البرزخ داخل في الآخرة (وقال صلى الله عليه وسلم: إن مثل المؤمن في الدنيا كمثل الجنين في بطن أمه إذا خرج من بطنها بكى على مخرجه، حتى إذا رأى الضوء ورضع لم يحب أن يرجع إلى مكانه، وكذلك المؤمن يجذع من الموت فإذا أفضى إلى ربه لم يحب أن يرجع إلى الدنيا كما لا يحب الجنين أن يرجع إلى بطن أمه) ، قال العراقي: رواه nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا في الموت من رواية بقية عن جابر بن غانم السلفي عن سليم بن عامر الخبائري مرسلا هكذا. اهـ .
قلت: بقية بن الوليد الكلاعي من رجال nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم صدوق كثير التدليس عن الضعفاء، وجابر بن غانم السلفي بضم السين المهملة وفتح اللام نسبة إلى السلف بطن من الكلاع، وروى عن سليم بن عامر وأسد بن وداعة، وعنه nindex.php?page=showalam&ids=15473يحيى بن صالح الوحاظي وبقية، وكان ينزل حماة، وسليم بن عامر الكلاعي ويقال له: الخبائري بخاء معجمة موحدة أبو يحيى الحمصي ثقة تابعي روى له nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم والأربعة، قال أبو حاتم: في المراسيل روى عن nindex.php?page=showalam&ids=6201عوف بن مالك مرسلا، ولم يدرك المقداد بن الأسود ولا nindex.php?page=showalam&ids=81عمرو بن عبسة وأرخوا وفاته سنة ثلاثين ومائة، ومما يقوي هذا المرسل ما رواه nindex.php?page=showalam&ids=14155الحكيم في نوادره من حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس: ما شبهت خروج المؤمن من الدنيا إلا مثل خروج الصبي من بطن أمه من ذلك الغم والظلمة إلى روح الدنياnindex.php?page=hadith&LINKID=656031 (وقيل لرسول، الله صلى الله عليه وسلم: إن فلانا قد مات فقال: مستريح أو مستراح منه) .
قال العراقي: متفق عليه من حديث أبي قتادة بلفظ: مر عليه بجنازة فقال ذلك، وهو عند nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا في الموت باللفظ الذي أورده المصنف اهـ .
رواه nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا في كتاب القبور أنه نزل nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر إلى جانب قبور قد درست فإذا جمجمة، إلخ، ونحو ذلك ما رواه nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة في المصنف nindex.php?page=showalam&ids=12455وابن أبي الدنيا في كتاب العزاء عن صفية بنت شيبة قالت: كنت عند nindex.php?page=showalam&ids=64أسماء بنت أبي بكر حين صلب nindex.php?page=showalam&ids=14078الحجاج ابنها nindex.php?page=showalam&ids=16414عبد الله بن الزبير فأتاها nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر يعزيها، فقال: يا هذه اتقي الله واصبري فإن هذه الجثث ليست بشيء وإنما الأرواح عند الله، قالت وما يمنعني من الصبر، وقد أهدي رأس يحيى بن زكريا -عليهما السلام- إلى بغي من بغايا بني إسرائيل، وروى nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور في سننه أن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر عزاها فقال: لا تحزني فإن الأرواح عند الله تعالى في السماء، وإنما هذه جثة، وروى ابن سعد في الطبقات عن nindex.php?page=showalam&ids=15802خالد بن معدان قال: لما انهزمت الروم يوم أجنادين انتهوا إلى موضع لا يعبره إلا إنسان إنسان فجعلت الروم تقاتل عليه فتقدم nindex.php?page=showalam&ids=8861هشام بن العاص فقاتلهم حتى قتل، ووقع على تلك الثلمة [ ص: 385 ] فسدها فلما انتهى المسلمون إليها هابوا أن يوطئوه الخيل، فقال nindex.php?page=showalam&ids=59عمرو بن العاص: إن الله قد استشهده ورفع روحه وإنما هو جثة فأوطئوه الخيل، ثم أوطأه هو وتبعه الناس حتى قطعوه،ورواه الواقدي كذلك وزاد: ثم جمعه عمرو بعد ذلك وحمله في نطع فواراه، قال السيوطي في شرح الصدور: قال ابن رجب: هذه الآثار لا تدل على الأرواح لا تتصل بالأبدان بعد الموت، إنما تدل على أن الأجساد لا تتضرر بما ينالها من عذاب الناس لها ومن أكل التراب لها فإن عذاب القبر ليس من جنس عذاب الدنيا، وإنما هو نوع آخر سيصل إلى الميت بمشيئة الله تعالى (وعن عمرو بن دينار) المكي أبو محمد الأثرم الجمحي مولاهم ثقة ثبت مات سنة ست وعشرين ومائة، روى له الجماعة (قال: ما من ميت يموت إلا وهو يعلم ما يكون في أهله بعده وأنهم ليغسلونه ويكفنونه وإنه لينظر إليهم) .
رواه nindex.php?page=showalam&ids=12181أبو نعيم في الحلية، وسيذكر قريبا نحوه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري وغيره، وقد ورد ما يدل أن ذلك للشهيد خاصة، وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=13563ابن منده من طريق nindex.php?page=showalam&ids=13786عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن حيان بن جبلة قال: بلغني أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: إن الشهيد إذا استشهد أنزل الله جسدا كأحسن جسد كان، ثم يقال لروحه: ادخلي فيه فينظر إلى جسده الأول ما يفعل به ويتكلم فيظن أنهم يسمعون كلامه وينظر إليهم فيظن أنهم يرونه حتى تأتيه أزواجه يعني من الحور العين فيذهبن به (وقال nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك بن أنس) رحمه الله تعالى (بلغني أن أرواح المؤمنين مرسلة تذهب حيث شاءت) .
رواه nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا في كتاب الموت عن nindex.php?page=showalam&ids=15795خالد بن خداش سمعت nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك بن أنس يقول ذلك، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=13563ابن منده من طريقه، فقال: أخبرنا الحسين بن محمد، أخبرنا محمد بن أحمد بن عمر أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا فذكره، ومسألة مستقر أرواح المؤمنين بعد مفارقتها الأجساد مشهورة مختلف فيها، وهذا أحد الأقوال، وروي نحو هذا القول عن nindex.php?page=showalam&ids=23سلمان -رضي الله عنه- قال: أما المؤمنون فإن أرواحهم في الجنة وهي تذهب حيث شاءت .
رواه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في البعث وفي لفظ: إن أرواح المؤمنين في برزخ من الأرض تذهب حيث شاءت، رواه nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك في الزهد، وفي لفظ: إن أرواح المؤمنين تذهب في برزخ من الأرض حيث شاءت بين السماء والأرض حيث يردها الله إلى جسدها (وقال النعمان بن بشير) الأنصاري -رضي الله عنهما- (سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على المنبر يقول: ألا إنه لم يبق من الدنيا إلا مثل الذباب تمور) أي: تضطرب في جوها وهو ما بين السماء والأرض (فالله الله في إخوانكم من أهل القبور فإن أعمالكم تعرض عليهم) .
قال العراقي: رواه nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا nindex.php?page=showalam&ids=13473وأبو بكر بن لال من رواية مالك بن أدي عن النعمان من قوله: الله الله، ورواه بكماله الأزدي في الضعفاء وقال: لا يصح إسناده، وذكره nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل بكماله في ترجمة أبي إسماعيل السكوني عن مالك بن أدي، ونقل عن أبيه أن كلا منهما مجهول، وقد ذكر nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان في الثقات مالك بن أدي اهـ .
قلت: ورواه nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا في كتاب المقامات، وكذا nindex.php?page=showalam&ids=14155الحكيم في النوادر nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي في الشعب كلهم عن النعمان، سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: nindex.php?page=hadith&LINKID=907135الله الله في إخوانكم من أهل القبور فإن أعمالكم تعرض عليهم، ورواه بكماله أيضا nindex.php?page=showalam&ids=14155الحكيم nindex.php?page=showalam&ids=13473وابن لال ووقع في نسخة الكمال الدميري: إلا مثل الذباب يمر في قي، وعلى الهامش القي الأرض القفر الخالية (وقال أبو هريرة) رضي الله عنه: (قال النبي، صلى الله عليه وسلم: لا تفضحوا موتاكم بسيئات أعمالكم، فإنها تعرض على أوليائكم من أهل القبور) .
قال العراقي: رواه nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا والمحاملي بإسناد ضعيف nindex.php?page=showalam&ids=12251ولأحمد من رواية من سمع nindex.php?page=showalam&ids=9أنسا عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس أن أعمالكم تعرض على أقاربكم وعشائركم من الأموات، الحديث. اهـ .
قلت: حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رواه أيضا الديلمي في مسند الفردوس والأصبهاني في الترغيب .
وأما حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس فرواه أيضا nindex.php?page=showalam&ids=14155الحكيم في النوادر nindex.php?page=showalam&ids=13563وابن منده في كتاب الأحوال وتمامه، فإن كان خيرا استبشر به، وإن كان غير ذلك قالوا: اللهم لا تمتهم حتى تهديهم كما هديتنا ونحو ذلك ما رواه nindex.php?page=showalam&ids=14724الطيالسي في مسنده من حديث nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله، nindex.php?page=hadith&LINKID=693067إن أعمالكم تعرض على عشائركم وأقاربكم في قبورهم، فإن كان خيرا استبشروا به، وإن كان غير ذلك قالوا: اللهم ألهمهم أن يعملوا بطاعتك، وروى nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك nindex.php?page=showalam&ids=12455وابن أبي الدنيا عن nindex.php?page=showalam&ids=50أبي أيوب قال: تعرض أعمالكم على الموتى فإن رأوا حسنا فرحوا واستبشروا، وإن رأوا سوءا قالوا: اللهم راجع به، وروى nindex.php?page=showalam&ids=14155الحكيم في النوادر من حديث عبد الغفور بن عبد العزيز عن أبيه عن جده رفعه [ ص: 386 ] تعرض الأعمال يوم الإثنين والخميس على الله تعالى وتعرض على الأنبياء وعلى الآباء والأمهات يوم الجمعة فيفرحون بحسناتهم وتزداد وجوههم بياضا وإشراقا فاتقوا الله ولا تؤذوا موتاكم، وروى nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا nindex.php?page=showalam&ids=13563وابن منده nindex.php?page=showalam&ids=13359وابن عساكر عن أحمد بن عبد الله بن أبي الحواري قال: حدثني أخي محمد بن عبد الله قال: دخل عباد الخواص على إبراهيم بن صالح الهاشمي وهو أمير فلسطين فقال له إبراهيم: عظني فقال: قد بلغني أن أعمال الأحياء تعرض على أقاربهم من الموتى فانظر ما يعرض على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من عملك .
(ولذلك قال أبو الدرداء) رضي الله عنه: (اللهم إني أعوذ بك أن أعمل عملا أخزى به عن عبد الله بن رواحة) بن ثعلبة بن امرئ القيس الخزرجي الأنصاري أحد السابقين -رضي الله عنه- (وكان قد مات) شهيدا بمؤتة، وكان ثالث الأمراء بها في جمادى الأولى سنة ثمان، وتأخر nindex.php?page=showalam&ids=4أبو الدرداء إلى خلافة عثمان (وهو خاله) أخو أمه، nindex.php?page=showalam&ids=4وأبو الدرداء اسمه عويمر وهو ابن عامر بن قيس بن أمية بن عامر بن عدي بن كعب بن الخزرج الأنصاري الخزرجي، وقال nindex.php?page=showalam&ids=15835خليفة بن خياط أم أبي الدرداء صحبة بنت واقد بن عمرو بن الإطنابة بن عامر بن زيد مناة بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج، وهذا القول قد رواه nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك في الزهد والأصبهاني في الترغيب عن nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء أنه كان يقول: اللهم إني أعوذ بك أن أعمل عملا يخزى به nindex.php?page=showalam&ids=82عبد الله بن رواحة، وكان يقول: إن أعمالكم تعرض على موتاكم فيسرون ويساءون، وروى nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا في كتاب الموت عنه أنه كان يقول: اللهم إني أعوذ بك أن يمقتني خالي nindex.php?page=showalam&ids=82عبد الله بن رواحة إذا لقيته، وفي الباب ما رواه nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة في المصنف nindex.php?page=showalam&ids=14155والحكيم في النوادر، nindex.php?page=showalam&ids=12455وابن أبي الدنيا عن nindex.php?page=showalam&ids=12397إبراهيم بن ميسرة قال: غزا أبو أيوب القسطنطينية فمر بقاص وهو يقول: إذا عمل العبد العمل في صدر النهار عرض على معارفه إذا أمسى من أهل الآخرة، وإذا عمل العبد العمل في آخر النهار عرض على معارفه إذا أصبح من أهل الآخرة، فقال أبو أيوب: اللهم إني أعوذ بك أن تفضحني عند nindex.php?page=showalam&ids=63عبادة بن الصامت وسعد بن عبادة بما عملت بعدهم فقال القاص: والله لا يكتب الله ولايته لعبد إلا ستر عوراته وأثنى عليه بأحسن عمله، وروى nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك في الزهد عن عثمان بن عبد الله بن أوس أن nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير قال له: استأذن على ابنة أخي وهي زوجة عثمان وهي ابنة عمرو بن أوس فاستأذن له عليها فدخل فقال: كيف يفعل بك زوجك؟ قالت: إنه إلي لمحسن ما استطاع فقال: يا عثمان أحسن إليها فإنك لا تصنع بها شيئا إلا جاء عمرو بن أوس فقلت: وهل يأتي الأموات أخبار الأحياء؟ قال: نعم ما من أحد له حميم إلا ويأتيه أخبار أقاربه فإن كان خيرا سر به وفرح وهنئ به، وإن كان شرا ابتأس وحزن (وسئل nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو بن العاص) رضي الله عنهم (عن أرواح المؤمنين إذا ماتوا أين) تكون (هي؟ قال: في صور طير بيض في ظل العرش وأرواح الكافرين في الأرض السابعة) .
رواه nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا في الموت nindex.php?page=showalam&ids=16418وابن المبارك في الزهد إلا أن الأخير قال في صور طير، وزاد nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا بعد قوله السابعة: فإذا مات المؤمن مر به على المؤمنين وهم أندية فيسألونه عن بعض أصحابهم، فإن قال: مات قالوا سفل به، وإذا كان كافرا هوي به إلى الأرض السافلة فيسألونه عن الأرض فإن قال: مات، قالوا: علي به .
اعلم أن الأخبار الواردة في مقر الأرواح بعد الموت كثيرة، وفيها اختلاف فمنها في أرواح المؤمنين عامة، ومنها في الشهداء منهم خاصة، ومنها في ولدان المؤمنين وأطفالهم الذين لم يبلغوا الحنث، ومنها في أرواح الكفار فالوارد في أرواح المؤمنين عامة هذا القول عن عبد الله بن عمر، وأنها في صور طير بيض في ظل العرش، وقول مالك السابق: إنها مرسلة تذهب حيث شاءت، ونحو قول nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر وما رواه nindex.php?page=showalam&ids=13563ابن منده nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني nindex.php?page=showalam&ids=11868وأبو الشيخ عن ضمرة بن حبيب مرسلا قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=933736سئل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن أرواح المؤمنين، فقال: في طير خضر تسرح في الجنة حيث شاءت، قالوا: يا رسول الله وأرواح الكفار؟ قال: في سجين، وروى nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في البعث nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني nindex.php?page=showalam&ids=12181وأبو نعيم عن nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر، وقال: الجنة ملوية في قرون الشمس تنشر في كل عام مرتين وأرواح المؤمنين في طير كالزرازير تأكل من ثمر الجنة، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13563ابن منده عنه مرفوعا، وأخرجه الخلال عنه موقوفا بلفظ: أرواح المؤمنين في أجواف طير خضر كالزرازير يتعارفون فيها ويرزقون من ثمارها، وروى nindex.php?page=showalam&ids=13563ابن منده عن أم كبشة بنت المعرور، قالت: دخل علينا النبي -صلى الله عليه وسلم- فسألناه عن هذه الروح فوصفها صفة لكنه أبكى أهل البيت [ ص: 387 ] فقال: إن أرواح المؤمنين في حواصل طير خضر ترعى في الجنة وتأكل من ثمارها وتشرب من مياهها وتأوي إلى قناديل من ذهب تحت العرش يقولون: ربنا ألحق بنا إخواننا وآتنا ما وعدتنا وإن أرواح الكفار في حواصل طير سود تأكل من النار وتشرب من النار وتأوي إلى جحر في النار، ويقولون: ربنا لا تلحق بنا إخواننا ولا تؤتنا ما وعدتنا، ويقرب من ذلك ما رواه nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك في الموطأ nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي بسند صحيح عن nindex.php?page=showalam&ids=331كعب بن مالك، رفعه: nindex.php?page=hadith&LINKID=668307إنما نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة حتى يرجعه الله إلى جسده يوم يبعث، وروى nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني بسند حسن nindex.php?page=hadith&LINKID=706964عن nindex.php?page=showalam&ids=94أم هانئ أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنتزاور إذا متنا ويرى بعضنا بعضا؟ فقال صلى الله عليه وسلم: تكون النسم طيرا تعلق بالشجر حتى إذا كان يوم القيامة دخلت كل نفس في جسدها، وروى ابن سعد من طريق nindex.php?page=showalam&ids=17053محمود بن لبيد عن أم بشر بنت البراء أنها قالت: يا رسول الله هل يتعارف الموتى؟ قال: تربت يداك، النفس الطيبة طير خضر في الجنة، فإن كان الطير يتعارفون في رءوس الشجر فإنهم يتعارفون، وروى nindex.php?page=showalam&ids=13359ابن عساكر من طريق nindex.php?page=showalam&ids=16457ابن لهيعة عن أبي الأسود عن أم فروة بنت معاذ السلمية عن أم بشر امرأة أبي معروف قالت سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنتزاور يا رسول الله إذا متنا يزور بعضنا بعضا؟ فقال: تكون النسم طيرا تعلق شجرة حتى إذا كان يوم القيامة دخلت في جثتها، وروى nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي في البعث بسند حسن عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=698648لما حضرت كعبا الوفاة أتته أم بشر بنت البراء فقالت: يا أبا عبد الرحمن إن لقيت فلانا فأقرئه مني السلام فقال: يغفر الله لك يا أم بشر نحن أشغل من ذلك، فقالت: أما سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: نسمة المؤمن تسرح في الجنة حيث شاءت، ونسمة الكافر في سجين؟ قال: بلي قال: فذاك، ومنها ما رواه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في الدلائل nindex.php?page=showalam&ids=11970وابن أبي حاتم nindex.php?page=showalam&ids=13507وابن مردويه في تفسيريهما من حديث nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري: nindex.php?page=hadith&LINKID=889643أتيت بالمعراج التي تعرج عليه أرواح بني آدم فلم ير الخلائق أحسن من المعراج، أما رأيت الميت يشق بصره طائحا إلى السماء، فإن ذلك عجبه فصعدت أنا وجبريل فاستفتح باب السماء فإذا أنا بآدم تعرض عليه أرواح ذريته المؤمنين فيقول: روح طيبة ونفس طيبة اجعلوها في عليين، ثم تعرض عليه أرواح ذريته الفجار فيقول: روح خبيثة ونفس خبيثة اجعلوها في سجين، وروى nindex.php?page=showalam&ids=12181أبو نعيم بسند ضعيف من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة nindex.php?page=hadith&LINKID=933455أن أرواح المؤمنين في السماء السابعة ينظرون إلى منازلهم في الجنة، وروى nindex.php?page=showalam&ids=12181أبو نعيم أيضا عن nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب بن منبه قال: إن لله في السماء السابعة دارا يقال لها: البيضاء تجتمع فيها أرواح المؤمنين، فإذا مات الميت من أهل الدنيا تلقته الأرواح يسألونه عن أخبار الدنيا، كما يسأل الغائب أهله إذا قدم عليهم، ومن ذلك ما تقدم من قول nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر لأسماء حين عزاها في ابنها nindex.php?page=showalam&ids=16414عبد الله بن الزبير: لا تحزني فإن الأرواح عند الله في السماء، رواه nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور في سننه وقيل: إنها بين السماء والأرض روى nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور في سننه nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير في كتاب الأدب عن nindex.php?page=showalam&ids=15290المغيرة بن عبد الرحمن قال: لقي nindex.php?page=showalam&ids=23سلمان الفارسي nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام، فقال له: إن مت قبلي فأخبرني بما تلقى، وإن مت قبلك أخبرتك، قال: وكيف وقد مت؟ قال: إن الروح إذا خرج من الجسد كانت بين السماء والأرض حتى يرجع إلى جسده، فقضي أن سلمان مات فرآه في المنام فقال: أخبرني أي شيء وجدته أفضل؟ قال: رأيت التوكل شيئا عجيبا، وروى nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك في الزهد nindex.php?page=showalam&ids=14155والحكيم في النوادر nindex.php?page=showalam&ids=12455وابن أبي الدنيا nindex.php?page=showalam&ids=13563وابن منده عن nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب عن nindex.php?page=showalam&ids=23سلمان قال: إن أرواح المؤمنين في برزخ من الأرض تذهب حيث شاءت، ونفس الكافر في سجين، قال ابن القيم: البرزخ هو الحاجز بين الشيئين فكأنه أراد في الأرض بين الدنيا والآخرة، وروى nindex.php?page=showalam&ids=14155الحكيم عن nindex.php?page=showalam&ids=23سلمان قال: أرواح المؤمنين تذهب في برزخ من الأرض حيث شاءت بين السماء والأرض حتى يردها الله إلى جسدها، ومنها ما رواه المروزي في كتاب الجنائز عن nindex.php?page=showalam&ids=18العباس بن عبد المطلب، قال: ترفع أرواح المؤمنين إلى جبريل، فيقال: أنت ولي هذه إلى يوم القيامة، وروى nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا عن nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب بن منبه قال: أرواح المؤمنين إذا قبضت ترفع إلى ملك يقال له: رماييل وهو خازن أرواح المؤمنين، وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=11793أبان بن تغلب عن رجل من أهل الكتاب قال: الملك الذي على أرواح الكفار يقال له: دومة، وروى nindex.php?page=showalam&ids=13563ابن منده من طريق سفيان عن nindex.php?page=showalam&ids=11793أبان بن تغلب عن رجل، قال: بت ليلة بوادي برهوت فكأنما حشرت فيه أصوات الناس وهم يقولون: يا دومة يا دومة، وحدثنا رجال من أهل الكتاب أن دومة [ ص: 388 ] هو الملك الموكل بأرواح الكفار ومنها ما رواه المروزي في كتاب الجنائز nindex.php?page=showalam&ids=13563وابن منده nindex.php?page=showalam&ids=13359وابن عساكر عن nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر، وقال: أرواح الكفار تجمع ببرهوت سبخة بحضرموت، وأرواح المؤمنين تجمع بالجابية برهوت باليمن والجابية بالشام، وروى nindex.php?page=showalam&ids=13359ابن عساكر عن nindex.php?page=showalam&ids=16562عروة بن رويم، قال: الجابية تجبى إليها كل روح طيبة، وروى أبو بكر بن النجار في جزئه عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قال: خير وادي الناس وادي مكة، وشر وادي الناس وادي الأحقاف واد بحضرموت وفيه أرواح الكفار، وروى nindex.php?page=showalam&ids=13563ابن منده nindex.php?page=showalam&ids=12455وابن أبي الدنيا عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي قال: أبغض بقعة في الأرض إلى الله واد بحضرموت يقال له: برهوت فيه أرواح الكفار، وروى nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي قال: أرواح المؤمنين في بئر زمزم، وروى nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم في المستدرك عن الأخنس بن خليفة الضبي أن nindex.php?page=showalam&ids=16850كعب الأحبار أرسل إلى nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو يسأله عن أرواح المسلمين أين تجتمع وأرواح أهل الشرك أين تجتمع، فقال عبد الله: أما أرواح المسلمين فتجتمع بأريحاء، وأما أرواح أهل الشرك فتجتمع بصنعاء، فرجع رسول كعب إليه فأخبره بالذي قال فقال: صدق.
وأما أرواح أطفال المسلمين فروى nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم في التفسير عن nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء قال: إن أرواح ولدان المؤمنين في أجواف عصافير تسرح في الجنة حيث شاءت، وروى nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم وصححه nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي nindex.php?page=showalam&ids=12455وابن أبي الدنيا في البعث nindex.php?page=showalam&ids=12455وابن أبي الدنيا أيضا في كتاب العزاء بطرق من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أولاد المؤمنين في جبل في الجنة يكفلهم إبراهيم وسارة حتى يردوهم إلى آبائهم يوم القيامة، وروى nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا في كتاب العزاء من حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر: كل مولود يولد في الإسلام فهو في الجنة شبعان ريان يقول: يا رب أورد علي أبوي وأخرج فيه أيضا عن nindex.php?page=showalam&ids=15802خالد بن معدان قال: إن في الجنة لشجرة يقال لها: طوبى، كلها ضروع فمن مات من الصبيان الذين يرضعون يرضع من طوبى وحاضنهم إبراهيم عليه السلام .
وروى أيضا عن nindex.php?page=showalam&ids=16531عبيد بن عمير، قال: إن في الجنة لشجرة لها ضروع كضروع البقر يغذى بها ولدان أهل الجنة، وروى nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور من مرسل nindex.php?page=showalam&ids=17134مكحول أن ذراري المسلمين أرواحهم في عصافير خضر في شجر في الجنة يكفلهم أبوهم إبراهيم، عليه السلام، وروى nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم عن nindex.php?page=showalam&ids=15802خالد بن معدان أن في الجنة شجرة يقال لها: طوبى كلها ضروع ترضع صبيان أهل الجنة وإن سقط المرء يكون في نهر من أنهار الجنة يتقلب فيه حتى تقوم القيامة فيبعث ابن أربعين سنة، وروى nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس عن كعب قال: إن أطفال المسلمين في عصافير الجنة، وروى nindex.php?page=showalam&ids=17259هناد في الزهد عن هزيل قال: أولاد المسلمين الذين لم يبلغوا الحنث عصافير من عصافير الجنة ترعى وتسرح .
(فصل)
قال ابن القيم في كتاب الروح: مسألة الأرواح بعد الموت عظيمة لا تتلقى إلا من السمع فقيل: إن أرواح المؤمنين كلهم في الجنة الشهداء وغيرهم إذا لم تحبسهم كبيرة لظاهر حديث كعب وأم هانئ وأم بشر وأبي سعيد وضمرة ونحوها، ولقوله تعالى: فأما إن كان من المقربين فروح وريحان وجنت نعيم قسم الأرواح عقب خروجها من البدن إلى ثلاثة: مقربين وأخبر أنها في جنة نعيم. وأصحاب يمين وحكم بالسلام وهو يتضمن سلامتها من العذاب، ومكذبة ضالة وأخبر أن لها نزلا من حميم وتصلية جحيم، وقال تعالى: يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك الآية، وقال جماعة من الصحابة والتابعين: إنه يقال لها ذلك عند خروجها من الدنيا على لسان الملك بشارة ويؤيده قوله تعالى في مؤمن آل يس: قيل ادخل الجنة قال يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين وقيل: الأحاديث مخصوصة بالشهداء كما صرح به في رواية أخرى، ولقوله في غيرهم: إذا مات أحدكم عرض عليه مقعده بالغداة والعشي، الحديث، ولحديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة السابق أنهم في السماء السابعة ينظرون إلى منازلهم في الجنة، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13064ابن حزم في طائفة مستقرها حيث كانت قبل أجسادها أي عن يمين آدم وشماله، وقال: هذا ما دل عليه الكتاب والسنة قال الله تعالى: وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم الآية، وقال تعالى: ولقد خلقناكم ثم صورناكم الآية، فصح أن الله تعالى خلق الأرواح جملة، وكذلك أخبر -صلى الله عليه وسلم- nindex.php?page=hadith&LINKID=661781أن الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، وأخذ الله عهدها وميثاقها وشهادتها بالربوبية، وهي مخلوقة مصورة عاقلة قبل أن تؤمر الملائكة بالسجود لآدم وقبل أن يدخلها في الأجساد والأجساد يومئذ تراب وماء، ثم أقرها حيث شاء وهو البرزخ الذي ترجع إليه عند الموت، ثم لا يزال يبعث منها الجملة بعد الجملة فينفخها في الأجساد المتولدة من المني، قال: فصح أن الأرواح أجسام حاملة لأعراضها من التعارف والتناكر وأنها عارفة مميزة فيبوؤهم الله في الدنيا كما يشاء، ثم يتوفاها فترجع إلى البرزخ الذي رآها فيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليلة أسري به إلى سماء الدنيا أرواح أهل السعادة عن يمين آدم وأرواح أهل الشقاوة عن يساره عند منقطع العناصر الماء والهواء والتراب والنار تحت السماء، ولا يدل ذلك على تعادلهم بل هؤلاء عن يمينه في العلو والسعة وهؤلاء عن يساره في السفل والسجن وتعجل أرواح الأنبياء والشهداء إلى الجنة، قال: وقد ذكر nindex.php?page=showalam&ids=17032محمد بن نصر المروزي عن nindex.php?page=showalam&ids=12418إسحاق بن راهويه أنه ذكر هذا الذي قلنا بعينه، وقال: على هذا أجمع أهل العلم، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13064ابن حزم وهو قول جميع أهل الإسلام، وهو قول الله تعالى: فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة والسابقون السابقون أولئك المقربون في جنات النعيم وقوله: فأما إن كان من المقربين فروح وريحان الآية فلا تزال الأرواح هناك حتى يتم عددها بنفخها في الأجسام، ثم برجوعها إلى البرزخ فتقوم الساعة فيعيدها [ ص: 390 ] -عز وجل- إلى الأجساد وهي الحياة الثانية وهذا كله كلام ابن حزم، وقيل: هي على أفنية قبورها قال nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر، وهذا أصح ما قيل، قال وأحاديث السؤال وعرض المقعد وعذاب القبر ونعيمه وزيارة القبور والسلام عليها ومخاطبتهم مخاطبة الحاضر العاقل دالة على ذلك، قال ابن القيم هذا القول إن أريد به أنها ملازمة للقبور لا تفارقها فهو خطأ يرده الكتاب والسنة .
(تنبيه)
عرض المقعد لا يدل على أن الأرواح في القبر ولا على فنائه، بل على أن لها اتصالا به يصح أن يعرض عليها مقعدها فإن للروح شأنا آخر فتكون في الرفيق الأعلى وهي متصلة بالبدن بحيث إذا سلم المسلم على صاحبها رد عليه السلام وهي في مكانها هناك وإنما يأتي الغلط هنا من قياس الغائب على الشاهد فيعتقد أن الروح من جنس ما يعهد من الأجسام التي إذا أشغلت مكانا لم يمكن أن يكون في غيره وهذا غلط محض، وقد رأى النبي - صلى الله عليه وسلم- ليلة الإسراء موسى عليه السلام قائما يصلي في قبره، ورآه في السماء السادسة فالروح كانت هناك في مثل البدن ولها اتصال في البدن بحيث يصلي في قبره ويرد على من يسلم عليه وهو في الرفيق الأعلى ولا تنافي بين الأمرين فإن شأن الأرواح غير شأن الأبدان، وقد مثل ذلك بعضهم بالشمس في السماء وشعاعها في الأرض، وإن كان غير تام المطابقة من حيث إن الشعاع إنما هو عرض للشمس، وأما الروح فهي نفسها تنزل وكذلك رؤية النبي -صلى الله عليه وسلم- الأنبياء -عليهم السلام- ليلة الإسراء في السماوات الصحيح أنه رأى فيها الأرواح في مثال الأجساد مع ورود أنهم أحياء في قبورهم يصلون فلا منافاة بين كون الروح في عليين أو الجنة أو السماء، وأن لها بالبدن اتصالا بحيث تدرك وتسمع وتصلي وتقرأ وإنما يستغرب هذا لكون الشاهد الدنيوي لأنه ليس فيه ما يشابه هذا وأمور البرزخ والآخرة على نمط غير المألوف في الدنيا هذا كله كلام ابن القيم، وحكى في موضع آخر للروح من سرعة الحركة والانتقال الذي كلمح البصر ما يقتضي عروجها من القبر إلى السماء في أدنى لحظة وشاهد ذلك روح النائم فقد ثبت أن روح النائم تصعد حتى تخرق السبع الطباق وتسجد لله بين يدي العرش، ثم ترد إلى جسده في أيسر زمان، ثم قال ابن القيم بعد أن أورد بقية الأقوال في مستقر الأرواح: ولا نحكم على قول من هذه الأقوال بعينه بالصحة ولا غيره بالبطلان بل الصحيح أن الأرواح متفاوتة في مستقرها في البرزخ أعظم تفاوت ولا تعارض بين الأدلة فإن كلا منها وارد على فريق من الناس بحسب درجاتهم في السعادة والشقاوة فمنها أرواح في أعلى عليين في الملأ الأعلى وهم الأنبياء وهم متفاوتون في منازلهم كما رآهم النبي -صلى الله عليه وسلم- ليلة الإسراء ومنها أرواح في حواصل طير خضر تسرح في الجنة حيث شاءت وهي أرواح بعض الشهداء لا جميعهم فإن منهم من يحبس عن دخول الجنة لدين أو غيره، كما في حديث محمد بن عبد الله بن جحش عند nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد، ومنهم من يكون على باب الجنة كما في حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ومنهم من يكون محبوسا في قبره كحديث صاحب الشملة أنها لتشتعل عليها نارا في قبره ومنهم من يكون محبوسا في الأرض لم تصل روحه إلى الملأ الأعلى لأنها كانت روحا سفلية أرضية فإن الأنفس الأرضية لا تجامع الأنفس السمائية كما أنها لا تجامعها في الدنيا فإن الروح بعد المفارقة تلحق بأشكالها وأصحاب عملها، فالمرء مع من أحب ومنها أرواح تكون في تنور الزانيات وأرواح في نهر الدم إلى غير ذلك فليس للأرواح سعيدها وشقيها مستقر واحد وكلها على اختلاف محالها وتباين مقارها لها اتصال بأجسادها في قبورها ليحصل له من النعيم أو العذاب ما كتب له انتهى كلام ابن القيم .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=11963القرطبي: الأحاديث دالة على أن أرواح الشهداء خاصة في الجنة دون غيرهم وحديث كعب نحوه محمول على الشهداء وأما غيرهم فتارة يكون في السماء لا في الجنة وتارة يكون على أفنية القبور وقد قيل: إنها تزور قبورها كل جمعة على الدوام، وقال ابن العربي بحديث الجريدة يستدل على أن الأرواح في القبور تنعم أو تعذب، ثم قال nindex.php?page=showalam&ids=11963القرطبي: وبعض الشهداء أرواحهم خارج الجنة أيضا كما في حديث ابن عباس على بارق نهر بباب الجنة، وذلك إذا حبسهم عنها دين أو شيء من حقوق الآدميين قال: وذهب بعض العلماء إلى أن أرواح المؤمنين كلهم في جنة المأوى; ولذلك سميت جنة المأوى لأنها تأوي إليها الأرواح تحت العرش فيتنعمون بنعيمها ويتنسمون بطيب نسيمها قال: والأول أصح، وقال الحافظ ابن حجر في فتاويه: أرواح المؤمنين في عليين وأرواح الكفار في سجين [ ص: 391 ] ولكل روح بجسده اتصال معنوي لا يشبه الاتصال في الحياه الدنيا بل أشبه شيء به حال النائم وإن كان هو أشد من حال النائم اتصالا، قال: وبهذا يجمع بين ما ورد أن مقرها في عليين أو في سجين وبين ما نقله ابن عبد البر عن الجمهور أنها عند أفنية قبورها قال: ومع ذلك فهي مأذون لها في التصرف وتأوي إلى محلها من عليين أو سجين قال: وإذا نقل الميت من قبر إلى قبر فالاتصال المذكور مستمر، وكذا لو تفرقت الأجزاء، وقال nindex.php?page=showalam&ids=11963القرطبي في حديث كعب: نسمة المؤمن طائر وهو يدل على أن نفسها تكون طائرا أي: على صورته لا أنها تكون فيها ويكون الطائر ظرفا لها، وكذا في رواية nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود عند nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه: nindex.php?page=hadith&LINKID=663935أرواح الشهداء عند الله كطير خضر، وقال في لفظ عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: تجول في طير خضر، ولفظ ابن عمرو في صورة طير بيض، وفي لفظ عن كعب: nindex.php?page=hadith&LINKID=663935الشهداء طير خضر، قال: وهذا كله أصح من رواية: nindex.php?page=hadith&LINKID=674081في جوف طير، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14933القابسي: أنكر العلماء رواية: في حواصل طير خضر لأنها حينئذ تكون محصورة مضيقا عليها ورد بأن الرواية ثابتة والتأويل محتمل بأن يجعل في بمعنى على وجائز أن يسمى الطير جوفا إذ هو محيط به ويشتمل عليه قاله عبد الحق، وقال غيره: لا مانع من أن تكون في الأجواف حقيقة ويوسعها الله تعالى لها حتى تكون أوسع من الفضاء، وقال العز بن عبد السلام في أماليه في قوله تعالى: ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء فإن قيل: الأموات كلهم كذلك فكيف خصص هؤلاء؟ فالجواب أن الكل ليس كذلك فالمجاهد تنقل روحه إلى طير أخضر فقد انتقل من جسد إلى آخر بخلاف غيره فإنها تنفى من الأجساد، قال: وأما حديث كعب: نسمة المؤمن، إلخ، فهذا العموم محمول على المجاهدين، فقد ورد أن الروح في القبر يعرض عليها مقعدها من الجنة والنار ولا نأمر بالسلام على القبور ولولا أن الأرواح تدرك لما كان فيه فائدة. انتهى .
قال السيوطي: فاختار في أرواح الشهداء أنها كائنة في طير لا أنها نفسها طير، ويؤيده ما روي عن ابن عمر وأنها تركب في جسد آخر وهو وإن كان موقوفا فله حكم المرفوع؛ لأن مثله لا يقال من قبل الرأي، وقال صاحب الإفصاح: التنعم على جهات مختلفة منها ما هو طائر في شجر الجنة، ومنها ما هو في حواصل طير خضر ومنها من يأوي في قناديل تحت العرش ومنها من هو في حواصل طير بيض، ومنها ما هو في حواصل طير كالزرازير ومنها ما هو في أشخاص من صور الجنة ومنها ما هو في صورة تخلق لهم من ثواب أعمالهم، ومنها ما تسرح وتترد إلى جنتها تزورها وممن سوى ذلك ما هو في كفالة آدم ومنها ما هو في كفالة إبراهيم .
قال nindex.php?page=showalam&ids=11963القرطبي: وهذا قول حسن يجمع الأخبار حتى لا تتدافع، وقال الحكيم في النوادر: الأرواح تجول في البرزخ فتبصر أحوال الدنيا والملائكة تتحدث في السماء عن أحوال الآدميين .
وأرواح تحت العرش وأرواح طيارة إلى الجنان إلى حيث شاءت على أقدارهم من السعي إلى الله أيام حياتهم، وقال ابن القيم: لا منافاة بين حديث أنه طائر يعلق في شجر الجنة وبين حديث عرض المقعد بل ترد روحه أنهار الجنة وتأكل من ثمارها ويعرض عليه مقعده لأنه لا يدخله إلا يوم الجزاء، فدخول الجنة التام إنما يكون للإنسان التام روحا وبدنا ودخول الروح فقط أمر دون ذلك .
وفي بحر الكلام: الأرواح على أربعة أوجه: أرواح الأنبياء تخرج من جسدها وتصير مثل صورتها مثل المسك والكافور، وتكون في الجنة تأكل وتشرب وتتنعم وتأوي بالليل إلى قناديل معلقة تحت العرش، وأرواح الشهداء تخرج من جسدها وتكون في أجواف طير خضر في الجنة تأكل وتتنعم وتأوي بالليل إلى قناديل معلقة، وأرواح المطيعين من المؤمنين بربض الجنة لا تأكل ولا تتمتع ولكن تنظر في الجنة، وأرواح العصاة من المؤمنين تكون بين السماء والأرض في الهواء، وأما أرواح الكفار فهي في سجين في جوف طير سود تحت الأرض السابعة وهي متصلة بأجسادها فتتعذب الأرواح وتتألم الأجساد منهم كالشمس في السماء ونورها في الأرض، انتهى .
وقال الحافظ ابن رجب في كتاب أهوال القبور: الباب التاسع في ذكر أرواح الموتى في البرزخ، أما الأنبياء عليهم الصلاة والسلام فلا شك أن أرواحهم عند الله في أعلى عليين وأما الشهداء فأكثر العلماء على أنهم في الجنة، وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد أنه قال: ليس الشهداء في الجنة، ولكن يرزقون منها، وروى nindex.php?page=showalam&ids=11790آدم ابن أبي إياس عنه قال: يرزقون من ثمر الجنة ويجدون ريحها وليسوا فيها وأما حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس الشهداء على بارق نهر بباب الجنة فلعله في عموم الشهداء والذين في القناديل [ ص: 392 ] حول العرش خواصهم أو المراد بالشهداء هنا غير قتيل المعركة كالمطعون والمبطون والغريق وغيرهم ممن ورد بالنص أنه شهيد أو سائر المؤمنين فقد يطلق الشهيد على من حقق الإيمان كما دل عليه قوله تعالى: والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم وحكم بقية المؤمنين سوى الشهداء فأهل تكليف وغيرهم، فأطفال المؤمنين الجمهور على أنهم في الجنة، وأما المكلفون من المؤمنين سوى الشهداء فاختلف العلماء فيهم قديما وحديثا فنص nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد على أن أرواح المؤمنين في الجنة وأرواح الكفار في النار، واستدل بحديث nindex.php?page=showalam&ids=331كعب بن مالك nindex.php?page=showalam&ids=94وأم هانئ nindex.php?page=showalam&ids=3وأبي هريرة وأم بشر nindex.php?page=showalam&ids=13وعبد الله بن عمرو ونحوها، وروي عن هلال بن يساف أن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس سأل كعبا عن عليين وسجين، فقال كعب: أما عليون فالسماء السابعة ففيها أرواح المؤمنين، وأما سجين فالأرض السابعة السفلى فيها أرواح الكفار تحت خد إبليس .
وقد ثبت بالأدلة أن الجنة فوق السماء السابعة وأن النار تحت الأرض السابعة، وقالت طائفة: الأرواح في الأرض، ثم اختلفوا فقالت فرقة: الأرواح تستقر على أفنية القبور، قاله ابن وضاح وحكاه nindex.php?page=showalam&ids=13064ابن حزم عن عامة أصحاب الحديث، ورجح nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر أن أرواح الشهداء في الجنة وأرواح غيرهم على أفنية القبور فتسرح حيث شاءت، واستدلوا بحديث السلام عليهم وعرض المقعد، ولا دليل في ذلك على أن الأرواح ليست في الجنة فإن العرض على الجثة للروح بهما اتصال والروح وحدها في الجنة، وكذا السلام على أهل القبور لا يدل على استقرار أرواحهم على أفنية قبورهم فإنه يسلم على قبور الأنبياء، والشهداء أرواحهم في أعلى عليين، ولكن لها مع ذلك اتصال سريع بالجسد لا يعلم كنه ذلك وكيفيته على الحقيقة إلا الله تعالى، ويشهد لذلك الأحاديث المروية في أن النائم يعرج بروحه إلى العرش هذا مع تعلقها ببدنه وسرعة عودها إليه عند استيقاظه فأرواح الموتى المجردة عن أبدانهم أولى بعروجها إلى السماء وعودها إلى القبر في مثل تلك السرعة وقالت فرقة: تجمع الأرواح بموضع من الأرض فأرواح المؤمنين تجمع بالجابية وقيل: ببئر زمزم، وأرواح الكفار تجمع ببئر برهوت، ورجحه القاضي أبو علي من الحنابلة في كتاب المعتمد وهو مخالف لنص أحمد أن أرواح الكفار في النار ولعل لبئر برهوت اتصال بجهنم في قعرها كما روي في البحر أن تحته جهنم، وروى صفوان بن عمر، وقال: سألت عامر بن عبد الله أبا اليمان: هل لأنفس المؤمنين مجتمع؟ فقال: يقال: إن الأرض التي يقول الله: إن الأرض يرثها عبادي الصالحون هي الأرض التي تجتمع فيها أرواح المؤمنين حتى يكون البعث أخرجه ابن منده، وهذا غريب جدا وتفسير الآية به أغرب، وروى nindex.php?page=showalam&ids=13563ابن منده عن nindex.php?page=showalam&ids=16128شهر بن حوشب قال: كتب nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو إلى nindex.php?page=showalam&ids=34أبي بن كعب يسأله: أين تلتقي أرواح أهل الجنة وأرواح أهل النار؟ فقال: أما أرواح أهل الجنة فبالجابية، وأما أرواح الكفار فبحضرموت، وقالت طائفة من الصحابة: الأرواح عند الله صح ذلك عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر، وروى nindex.php?page=showalam&ids=13563ابن منده من طريق nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي عن حذيفة، قال: إن الأرواح موقوفة عند الرحمن تنتظر موعدها حتى ينفخ فيها، وهذا لا ينافي ما وردت به الأخبار من محمل الأرواح على ما سبق، وقالت طائفة: أرواح بني آدم عند أبيهم آدم عن يمينه وشماله لما ثبت في قصة الإسراء في الصحيحين، فلما فتح علونا السماء فإذا رجل قاعد عن يمينه أسودة وعلى يساره أسودة فإذا نظر قبل يمينه ضحك وإذا نظر قبل يساره بكى، فقلت لجبريل: من هذا فقال آدم، وهذه الأسودة عن يمينه وشماله نسم بنيه فأهل اليمين منهم أهل الجنة والأسودة التي عن شماله أهل النار، الحديث، فظاهر هذا اللفظ يقتضي أن أرواح الكفار في السماء وهو مخالف للقرآن والحديث أن السماء لا تفتح لروح الكافر، وقد ورد في بعض طرق الحديث ما يزيل الإشكال ولفظه: وإذا هو يعرض عليه أرواح ذريته، فإذا كان روح المؤمن قال: روح طيبة اجعلوها في عليين، وإذا كان روح الكافر قال: روح خبيثة اجعلوها في سجين، الحديث، ففي هذا أنه تعرض عليه أرواح ذريته من السماء الدنيا، وزعم nindex.php?page=showalam&ids=13064ابن حزم أن الله تعالى خلق الأرواح جملة قبل الأجساد وأنه جعلها في برزخ وذلك البرزخ عند منقطع العناصر حيث لا ماء ولا هواء ولا تراب ولا نار إلى آخر ما قال حسبما أسلفناه، وهذا قول لم يقله أحد من المسلمين ولا هو من جنس كلامهم، وإنما هو من جنس كلام [ ص: 393 ] المتفلسفة قال: والفرق بين حياة الشهداء وغيرهم من المؤمنين الذين أرواحهم في الجنة من وجهين: أحدهما: أن أرواح الشهداء تخلق لها أجساد وهي الطير التي تكون في حواصلها ليكمل بذلك نعيمها ويكون أكمل من نعيم الأرواح المجردة عن الأجساد فإن الشهداء بذلوا أجسادهم للقتل في سبيل الله فعوضوا عنها بهذه الأجساد في البرزخ، والثاني أنهم يرزقون من الجنة وغيرهم ولم يثبت في حقه مثل ذلك وإن جاء أنهم يعلقون في شجر الجنة فقيل معناه التعلق وقيل: الأكل من الشجر فلا يلزم مساواتهم للشهداء في كمال تنعيمهم في الأكل، والله أعلم انتهى كلام الحافظ ابن رجب، رحمه الله تعالى، وهو غاية في بابه لا مزيد عليه .