يوم تقف فيه الخلائق شاخصة أبصارهم منفطرة قلوبهم لا يكلمون ولا ينظر في أمورهم يقفون ثلاثمائة عام لا يأكلون فيه أكلة ولا يشربون فيه شربة ولا يجدون فيه روح نسيم قال كعب وقتادة يوم يقوم الناس لرب العالمين قال يقومون مقدار ثلاثمائة عام بل قال nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية ثم قال : كيف بكم إذا جمعكم الله كما تجمع النبل في الكنانة خمسين ألف سنة ولا ينظر إليكم ؟ وقال الحسن ما ظنك بيوم قاموا فيه على أقدامهم مقدار خمسين ألف سنة لا يأكلون فيها أكلة ولا يشربون فيها شربة حتى إذا انقطعت أعناقهم عطشا واحترقت أجوافهم جوعا انصرف بهم إلى النار فسقوا من عين آنية قد آن حرها واشتد لفحها ، فلما بلغ المجهود منهم ما لا طاقة لهم به طلب بعضهم بعضا في طلب من يكرم على مولاه ليشفع في حقهم فلم يتعلقوا بنبي إلا دفعهم وقال دعوني ، نفسي نفسي ، شغلني أمري عن أمر غيري ، واعتذر كل واحد بشدة غضب الله تعالى وقال : قد غضب اليوم ربنا غضبا لم يغضب قبله مثله ولا يغضب بعده مثله ، حتى يشفع نبينا صلى الله عليه وسلم لمن يؤذن له فيه لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا فتأمل في طول هذا اليوم وشدة الانتظار فيه حتى يخف عليك انتظار الصبر عن المعاصي في عمرك المختصر .
(يوم يقف فيه الخلائق) بأجمعهم: جنهم وإنسهم وملكهم ودوابهم ووحوشهم (شاخصة أبصارهم) إلى السماء (منفطرة قلوبهم) من الخوف والرعب (لا يكلمون) ولا يخاطبون (ولا ينظر في أمورهم يقفون) في ذلك الصعيد الواسع (ثلاثمائة عام) كما في الخبر الآتي (لا يأكلون فيه أكلة ولا يشربون فيه شربة) وهم في شغل عن ذلك كما مر ذلك في حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر (ولا يجدون فيه روح نسيم) ولا ولي حميم .
(قال كعب) الأحبار (وقتادة) ابن دعامة البصري -رحمهما الله تعالى- في قوله تعالى: ( يوم يقوم الناس لرب العالمين قال) كل منهما (يقومون مقدار ثلاثمائة عام) .
أما قول كعب فرواه nindex.php?page=showalam&ids=12918ابن المنذر بزيادة: لا يؤذن لهم بالقعود، أما قول nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة فرواه nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد بلفظ: سنة بدل عام، وقد روي نحو هذا عن nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة قال: يقوم الناس على أقدامهم يوم القيامة مقدار ثلاثمائة سنة، رواه nindex.php?page=showalam&ids=13507ابن مردويه . وروى nindex.php?page=showalam&ids=13507ابن مردويه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لبشير الغفاري : كيف أنت صانع في يوم يقوم الناس لرب العالمين مقدار ثلاثمائة سنة من أيام الدنيا لا يأتيهم خبر من السماء ولا يؤمر فيهم بأمر؟ قال بشير: المستعان بالله يا رسول الله .. الحديث. ورواه nindex.php?page=showalam&ids=12938ابن النجار في تاريخه بلفظ آخر يأتي ذكره قريبا .
قال العراقي : إنما هو nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في الكبير وفيه عبد الرحمن بن ميسرة، ولم يذكر له nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم راويا غير nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب، ولهم عبد الرحمن بن ميسرة الحضرمي، أربعة هذا أحدهم مصري والثلاثة الآخرون شاميون. اهـ .
قلت: وكذلك رواه nindex.php?page=showalam&ids=11868أبو الشيخ nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم nindex.php?page=showalam&ids=13507وابن مردويه nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي في البعث وعن عبد الرحمن بن ميسرة المصري يكنى أبا ميسرة مقبول، مات سنة ثمانين وله سبعون سنة، ولم يخرج له في السنة شيء، وعبد الرحمن بن ميسرة الحضرمي أبو سلمة الحمصي مقبول أيضا، روى له nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه، وعبد الرحمن بن ميسرة الحضرمي أبو شريح مجهول، روي عنه شيء من كلامه في التفسير، وعبد الرحمن بن ميسرة الكلبي أو الحضرمي أبو سليمان الدمشقي مقبول، وهذان لم يرو لهما شيء في السنة .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=12938ابن النجار في تاريخه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة : أن رجلا كان له من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مقعد يقال له بشير ففقده، فذكر الحديث، وفيه: فكيف بيوم مقداره خمسون ألف سنة يوم يقوم الناس لرب العالمين؟!
وروى nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد في الزهد عن القاسم بن أبي بزة، قال: حدثني من سمع nindex.php?page=showalam&ids=2عمر قرأ ويل للمطففين حتى بلغ يوم يقوم الناس لرب العالمين قال: بمقدار نصف يوم من خمسين ألف سنة.
وروى nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر وأنه قال: يا رسول الله، كم تقام الناس بين يدي رب العالمين يوم القيامة؟ قال: ألف سنة لا يؤذن لهم، وروى nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة nindex.php?page=showalam&ids=11970وابن أبي حاتم عن عبد الله بن العيزار قال: إن الأقدام في يوم القيامة كمثل النبل في القرن، والسعيد من وجد لقدمه موضعا . وروى النقاش من رواية nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب : أن في القيامة لخمسين موقفا، كل موقف منها ألف سنة. الحديث بطوله، وفيه عجائب وإسناده مظلم .
(وقال الحسن) البصري رحمه الله تعالى يصف أهوال ذلك اليوم (ما ظنك في يوم قاموا فيه على أقدامهم مقدار خمسين ألف سنة لا يأكلون فيها أكلة ولا يشربون فيها شربة حتى إذا انقطعت أعناقهم عطشا واحترقت أجوافهم جوعا انصرف بهم إلى النار فسقوا من عين آنية قد آن حرها واشتد لفحمها، فلما بلغ المجهود [ ص: 460 ] منهم ما لا طاقة لهم به طلب بعضهم بعضا في طلب من يكرم على مولاه ليشفع في حقهم فلم يتعلقوا بنبي إلا دفعهم، وقال: دعوني، نفسي نفسي، شغلني أمري عن أمر غيري، واعتذر كل واحد بشدة غضب الله تعالى وقال: قد غضب اليوم ربنا غضبا لم يغضب قبله مثله ولا يغضب بعده مثله، حتى يشفع نبينا -صلى الله عليه وسلم- لمن يؤذن لهم فيه لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا ) رواه nindex.php?page=showalam&ids=12181أبو نعيم في الحلية وسيأتي بعضه مرفوعا في حديث الشفاعة .
قال العراقي : رواه nindex.php?page=showalam&ids=12201أبو يعلى nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي في الشعب والبعث من حديث nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري وفيه nindex.php?page=showalam&ids=16457ابن لهيعة، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب عن nindex.php?page=showalam&ids=16700عمرو بن الحارث بدل nindex.php?page=showalam&ids=16457ابن لهيعة، وهو حسن، nindex.php?page=showalam&ids=12201ولأبي يعلى من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة بإسناد جيد: nindex.php?page=hadith&LINKID=855839يهون ذلك على المؤمن كتدلي الشمس للغروب إلى أن تغرب. ورواه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في الشعب إلا أنه قال: أظنه رفعه، بلفظ: إن الله ليخفف على من يشاء من عباده طول ذلك اليوم كوقت صلاة مفروضة. اهـ .
قلت: حديث nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد رواه أيضا nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان nindex.php?page=showalam&ids=14679والضياء في المختارة بلفظ: من صلاة مكتوبة، وروى nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد في الزهد، عن القاسم بن أبي بزة، عمن سمع nindex.php?page=showalam&ids=2عمر يقول: nindex.php?page=hadith&LINKID=855839يهون ذلك اليوم على المؤمن كتدلي الشمس من الغروب حتى تغرب. وروى nindex.php?page=showalam&ids=12918ابن المنذر عن كعب: فأما المؤمن فيهون عليه كالصلاة، وروى nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد عن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : يخفف الله ذلك اليوم ويقصره على المؤمن كمقدار نصف يوم أو كصلاة مكتوبة، وروى nindex.php?page=showalam&ids=13507ابن مردويه عن nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة قال: يهون ذلك اليوم على المؤمن كقدر الصلاة المكتوبة.
(فاجتهد أن تكون من أولئك المؤمنين فما دام يبقى لك نفس من عمرك فالأمر إليك والاستعداد بيديك: واعمل في أيام قصار لأيام طوال تربح ربحا لا منتهى لسروره، واستحقر عمرك بل عمر الدنيا وهو سبعة آلاف سنة) بالهلالي يزيد منها نحو مائتين سنة (فإنك لو صبرت سبعة آلاف سنة مثلا لتخلص من يوم مقداره خمسون ألفا لكان ربحك كثيرا وتعبك يسيرا) .