(وانظر الآن تفصيل أهوالهم، وتفكر أيضا في أودية جهنم، وشعابها، فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: إن في جهنم سبعين ألف واد، في كل واد سبعون ألف شعب، في كل شعب سبعون ألف ثعبان، وسبعون ألف عقرب، لا ينتهي الكافر والمنافق حتى يواقع ذلك كله) .
قال العراقي : لم أجده هكذا بجملته وسيأتي بعده ما ورد في الحيات والعقارب اهـ .
قلت: بل أخرجه ابن قانع في معجمه، وغيره من طريق nindex.php?page=showalam&ids=17298يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلام، عن حجاج بن عبد الشمالي، وكان قد رأى النبي - صلى الله عليه وسلم- وشهد معه حجة الوداع، أن سفيان بن مجيب الشمالي حدثه، وكان من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: إن في جهنم سبعة آلاف واد... الحديث. ووقع عند ابن قانع، بخيت، مصغر بخت، بدل مجيب، وفيه اختلاف ذكره الحافظ في الإصابة، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر في الاستيعاب: لا يصح .
قال العراقي : رواه nindex.php?page=showalam&ids=13357ابن عدي، بلفظ: وادي الحزن، وقال: باطل، وأبو نعيم الأصبهاني بسند ضعيف، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي، وقال: غريب، nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه، من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة، بلفظ: جب الحزن، وضعفه nindex.php?page=showalam&ids=13357ابن عدي، وتقدم في ذم الجاه والرياء، اهـ .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي، عن بكر بن محمد العابد، قال: سمعت nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري يقول: إن في جهنم لجبا تستعيذ منه جهنم كل يوم سبعين مرة، أعده الله للقراء الزائرين للسلطان .
(فهذه سعة جهنم، وانشعاب أوديتها، وهي بحسب عدد أودية الدنيا، وشهواتها، وعدد أبوابها بعدد الأعضاء السبعة التي بها يعصي العبد، بعضها فوق بعض) ، وهي الدركات (الأعلى، جهنم، ثم سقر، ثم لظى، ثم الحطمة، ثم السعير، ثم الجحيم، ثم الهاوية) ، قال صاحب القاموس في كتاب البصائر: أصل السقر بالسين والصاد تغير اللون، يقال: سقرته الشمس وصقرته إذا لوحته، وجعل سقر علما لجهنم، ولما كان السقر يقتضي التلويح في الأصل، نبه بقوله: وما أدراك ما سقر لا تبقي ولا تذر لواحة للبشر إن ذلك مخالف لما نعرفه من أحوال السقر في الشاهد، واللظى: النار، وقيل: لهب النار الخالص عن الدخان، ولظى معرفة: اسم جهنم، ولظيت النار بالكسر لظى، والتظت: التهبت، والحطمة: النار التي من شأنها أنها تحطم كل ما يطرح فيها، والسعير: فعيل بمعنى مفعول، وقد سعر النار، وأسعرها، وسعرها: ألهبها، والجحيم من الجحمة، وهي شدة تأجج النار، وكل نار بعضها فوق بعض جحيم، وجحمة، وجحمها: أوقدها، والجاحم: الجمر الشديد الاشتعال، والمكان الشديد الحر، والهاوية: من هوى، إذا سقط على رأسه; سميت نار الآخرة لأنهم يتساقطون فيها منكوسين، (فانظر الآن في عمق الهاوية، فإنه لا حد لعمقها، كما لا حد لعمق شهوات الدنيا، كما لا ينتهي أرب من الدنيا إلا إلى أرب أعظم منه، فلا تنتهي هاوية من جهنم إلا إلى هاوية أعمق منها) .
وذكر صاحب القاموس في البصائر: أن في بعض الآثار: أن دركات النار سبعة: هاوية للفراعنة، ولظى لعبدة الأوثان، وسقر للمجوس، والجحيم لليهود، والحطمة للنصارى، والسعير للصابئين، وجهنم لعصاة المؤمنين، قال: وورد الجحيم في القرآن على وجهين: أحدهما: بمعنى النار التي أوقدها نمرود اللعين للخليل عليه السلام، قالوا ابنوا له بنيانا فألقوه في الجحيم الثاني: بمعنى النار التي أعدها الله للمجرمين والكفار .