وفي كتاب حادي القلوب، روى nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا : أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: ما منكم [ ص: 536 ] من أحد يدخل الجنة إلا انطلق به إلى طوبى، فتفتح له أكمامها، فيأخذ من أي ذلك شاء، إن شاء أبيض، وإن شاء أحمر، وإن شاء أخضر، وإن شاء أصفر، وإن شاء أسود، مثل شقائق النعمان، وأرق وأحسن .
وروي أيضا عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : قيل له: ما حلل الجنة؟ قال: فيها شجرة فيها ثمر كأنه الرمان، فإذا أراد ولي الله كسوة انحدرت إليه من غصونها، فانفلقت عن سبعين حلة، ألوان بعد ألوان، ثم تنطبق، فترجع كما كانت. وتقدم في ذكر شجرة طوبى: أن ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها .
وعن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة، -رضي الله عنه- قال: دار المؤمن في الجنة لؤلؤة، فيها شجرة، تنبت الحلل، فيأخذ الرجل بأصبعيه، -وأشار بالسبابة والإبهام- سبعين حلة منطقة باللؤلؤ والمرجان .
(وقال nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة ) -رضي الله عنه-: (قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: nindex.php?page=hadith&LINKID=653006أول زمرة تلج الجنة، صورتهم على صورة القمر ليلة البدر ) . الزمرة: الجماعة، والزمر: الأفواج المتفرقة، بعضها إثر بعض، وليلة البدر: ليلة تمامه، وكماله، وهي ليلة أربع عشرة، وبذلك سمي القمر بدرا في تلك الليلة .
وقوله: على صورة القمر، أي: أنهم في إشراق وجوههم على صفة القمر ليلة تمامه، وقد ورد في هذا المعنى ما يقتضي ما هو أبلغ من ذلك، فروى nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي، من حديث nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص : nindex.php?page=hadith&LINKID=664831لو أن رجلا من أهل الجنة اطلع فبدا أساوره لطمس ضوء الشمس، كما تطمس الشمس النجوم . قاله العراقي في شرح التقريب، وقد يقال: إنهم يكونون على صورة القمر عند دخولهم الجنة، ثم يزداد إشراق أنوارهم فيها، أو أن المذكور هنا: إشراق وجوههم من غير حلي، والمذكور ثم: إشراق حليهم،
(لا يبصقون فيها، ولا يمتخطون) فيها، (ولا يتغوطون) فيها، وهي صفة أهل الجنة مطلقا، ولا يختص ذلك بالزمرة الأولى .
(آنيتهم وأمشاطهم من الذهب والفضة) ، وفي رواية بحذف من، وهو يحتمل أن لكل واحد منهم النوعين، ويحتمل لبعضهم الذهب، ولبعضهم الفضة، قال أبو العباس القرطبي : أي حاجة في الجنة للأمشاط؟ ولا تتلبد شعورهم، ولا تتسخ، ويجاب عن ذلك: بأن نعيم الجنة ليس عن دفع ما اعتراهم، فليس أكلهم عن جوع، ولا شربهم عن ظمإ، ولا تطيبهم من نتن، وإنما هي لذات متوالية، ونعم متتابعة، وحكمة ذلك: أن الله تعالى نعمهم في الجنة بما كانوا يتنعمون به في الدنيا، وزاد على ذلك ما لا يعلمه إلا الله، اهـ .
(ورشحهم) ، بفتح فسكون، أي: إن العرق الذي يترشح منهم (المسك) ، أي: رائحته كرائحة المسك، وهو قائم مقام التغوط والبول من غيرهم، كما قال في حديث آخر: لا يبولون، ولا يتغوطون، وإنما هو عرق يجري من أعراضهم مثل المسك، يعني: من أبدانهم، ولما كانت أغذية الجنة في غاية اللطافة، والاعتدال، لا عجم لها، ولا تفل، لم تكن لها فضلة تستقذر، بل تستطاب، وتستلذ، فعبر عنها بالمسك، الذي هو أطيب طيب الدنيا .
(لكل واحد منهم زوجتان) ، هكذا هو في هذه الرواية، في جميع الطرق، بالتاء، وهي لغة منكرة في الأحاديث، وكلام العرب، والأشهر حذفها، وبه جاء القرآن العزيز، وأكثر الأحاديث، وفي بعض الروايات زيادة: اثنتان، وهو لتأكيد التكثير، لا للتحديد، لخبر: أدنى أهل الجنة الذي له ثنتان وسبعون زوجة. وبهذا الحديث استدل راويه nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة -رضي الله عنه- على: أن النساء في الجنة أكثر من الرجال، وفيه خلاف بين العلماء، ولا يعارضه الحديث الآخر: إني رأيتكن أكثر أهل النار، فإنهن أكثر ساكني الجهتين; لكثرتهن .
(يرى مخ ساقها من وراء اللحم من الحسن) ، وفي رواية: ساقهما، يعني من [ ص: 537 ] شدة صفاء لحم الساقين، كما يرى السلك في جوف الدرة الصافية .
(لا اختلاف بينهم، ولا تباغض قلوبهم، على قلب واحد) ، بالإضافة، وترك التنوين، أي: على قلب شخص واحد، يريد: أنهم مطهرون عن مذموم الأخلاق، مكملون بمحاسنهم .
(يسبحون الله بكرة وعشية) ، أي: بقدرهما، فأوقات الجنة من الأيام، والساعات، تقديريات، فإن ذلك إنما يجيء من اختلاف الليل والنهار، وسير الشمس والقمر، وليس في الجنة شيء من ذلك، قال أبو العباس القرطبي : هذا التسبيح ليس عن تكليف، وإلزام; لأن الجنة ليست محل تكليف، وإنما هي محل جزاء، وإنما هو تيسير، وإلهام، كما قال في الرواية الأخرى: يلهمون التسبيح، والتحميد، والتكبير، كما يلهمون النفس. ووجه الشبه: أن تنفس الإنسان لا بد له منه، ولا كلفة ولا مشقة في فعله، وآحاد التنفسات مكتسبة للإنسان، وجملتها ضرورية في حقه; إذ يتمكن من جميعها، فكذلك يكون ذكر الله تعالى على ألسنة أهل الجنة، وسر ذلك: أن قلوبهم قد تنورت بمعرفته، وأبصارهم قد تمتعت برؤيته، وقد غمرتهم سوابغ نعمه، وامتلأت أفئدتهم بمحبته، ومخاللته، فألسنتهم ملازمة ذكره، ورهينة شكره، فإن من أحب شيئا أكثر من ذكره، اهـ .
وهذا الحديث رواه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم، من طريق nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق، عن nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر، عن همام، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة، بزيادة: ومجامرهم من ألوة، بعد قوله: الذهب والفضة، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري، nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي، من طريق nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك، عن nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر، عن همام، واتفق عليه الشيخان، من طريق nindex.php?page=showalam&ids=16654عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة، وزاد بعد قوله: ليلة البدر، nindex.php?page=hadith&LINKID=653080ثم الذين يلونهم على أشد كوكب دري في السماء إضاءة، وليس فيه قوله: ولكل واحد منهم زوجتان، وإنما فيه: وأزواجهم الحور العين، على خلق رجل واحد، على صورة أبيهم آدم، ستون ذراعا في السماء .
ورواه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أيضا، من طريق nindex.php?page=showalam&ids=16108شعيب بن أبي حمزة، عن nindex.php?page=showalam&ids=11863أبي الزناد، عن nindex.php?page=showalam&ids=13723الأعرج، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة، وفيه: nindex.php?page=hadith&LINKID=653007والذين على أثرهم كأشد كوكب إضاءة .
ورواه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم أيضا، من طريق nindex.php?page=showalam&ids=12341أيوب السختياني، عن nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد بن سيرين، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة، وفيه: nindex.php?page=hadith&LINKID=653080والتي تليها على أضوإ كوكب دري في السماء . ومن طريق nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش، عن أبي صالح، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة، بلفظ: nindex.php?page=hadith&LINKID=662072أول زمرة تلج الجنة من أمتي على صورة القمر ليلة البدر، ثم الذين يلونهم على أشد نجم في السماء إضاءة، ثم هم بعد ذلك منازل... الحديث، وذكر عن شيخه nindex.php?page=showalam&ids=12508أبي بكر بن أبي شيبة : على خلق رجل، أي: بضم الخاء واللام، وعن شيخه أبي كريب : على خلق رجل، أي: بفتح الخاء وسكون اللام .
(وفي رواية: على كل زوجة سبعون حلة) ، روي ذلك من حديث nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود، nindex.php?page=showalam&ids=44وأبي سعيد الخدري، أما حديث nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود، فرواه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني، ولفظه: أول زمرة يدخلون الجنة كأن وجوههم ضوء القمر ليلة البدر، والزمرة الثانية على لون أحسن كوكب دري في السماء، لكل رجل منهم زوجتان من الحور العين، على كل زوجة سبعون حلة، يرى مخ سوقها من وراء لحومها، وحللها، كما يرى الشراب الأحمر في الزجاجة. وأما حديث nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد، فرواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد، nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي، وقال: حسن صحيح، nindex.php?page=showalam&ids=11868وأبو الشيخ في العظمة، ولفظه: nindex.php?page=hadith&LINKID=653007أول زمرة تدخل الجنة يوم القيامة، صورة وجوههم على صورة القمر ليلة البدر، والثانية على لون أحسن كوكب دري في السماء، لكل رجل منهم زوجتان، على كل زوجة سبعون حلة، يبدو مخ ساقها من ورائها.
قلت: وكذلك رواه nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم، ولفظهما: منها بدل فيها، ورشدين فيه ضعف، ولحديث nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد سياق أتم من هذا سيأتي قريبا للمصنف .
(وقال -صلى الله عليه وسلم-: الخيمة) : واحدة الخيام، في قوله تعالى: حور مقصورات في الخيام هي (درة مجوفة، طولها في السماء ستون ميلا، في كل زاوية منها للمؤمن أهل لا يراه الآخرون. رواه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في الصحيح) ، من حديث أبي بكر بن أبي موسى [ ص: 538 ] الأشعري، عن أبيه، مرفوعا، ورواه كذلك nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة، nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد، nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم، nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي، nindex.php?page=showalam&ids=13507وابن مردويه، nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي في البعث، وفي آخره عند بعضهم: يطوف عليهم المؤمن، (قال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ) - رضي الله عنه-: (الخيمة) المذكورة في الآية: (درة مجوفة، فرسخ في فرسخ، لها أربعة آلاف مصراع من ذهب) . رواه nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة، nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد، nindex.php?page=showalam&ids=12455وابن أبي الدنيا في صفة الجنة، nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير، nindex.php?page=showalam&ids=12918وابن المنذر، nindex.php?page=showalam&ids=11970وابن أبي حاتم، nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي في البعث، وفي رواية بعضهم: لؤلؤة واحدة مجوفة أربع فراسخ .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة، nindex.php?page=showalam&ids=12455وابن أبي الدنيا في صفة الجنة، nindex.php?page=showalam&ids=11970وابن أبي حاتم، nindex.php?page=showalam&ids=13507وابن مردويه، عن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود، قال: لكل مسلم خيرة، ولكل خيرة خيمة، ولكل خيمة أربعة أبواب، يدخل عليها كل يوم من الله تحفة، وكرامة، هدية لم تكن قبل ذلك، لا مرحات، ولا طماحات، ولا نجرات، ولا ذفرات، حور عين، كأنهن بيض مكنون . وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13507ابن مردويه، من وجه آخر، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، مرفوعا .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد، nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير، nindex.php?page=showalam&ids=12918وابن المنذر، nindex.php?page=showalam&ids=11970وابن أبي حاتم، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، قال: الخيام بيوت اللؤلؤ. وروى الأولان، عن الحسن، قال: الخيام: الدر المجوف. ومن طريق أبي الأحوص، قال: قال nindex.php?page=showalam&ids=2عمر : أتدرون ما حور مقصورات في الخيام؟ در مجوف. وروى nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم، من حديث nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود : الخيام: در مجوف. ورواه nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة، من حديث أبي مخلد مثله .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق، وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد، nindex.php?page=showalam&ids=12918وابن المنذر، nindex.php?page=showalam&ids=11970وابن أبي حاتم، عن nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء، قال: الخيمة لؤلؤة واحدة، لها سبعون بابا من در .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة، قال: دار المؤمن في الجنة من لؤلؤة، فيها أربعون بيتا، في وسطها شجرة تنبت الحلل، فيأتيها، فيأخذ بأصبعه سبعين حلة منطقة باللؤلؤ والمرجان . وقيل: الخيام: الحجال، رواه nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة، nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير، عن nindex.php?page=showalam&ids=14980محمد بن كعب القرظي .
(وقال nindex.php?page=showalam&ids=44أبو سعيد الخدري) -رضي الله عنه-: (قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في قوله تعالى: وفرش مرفوعة قال: ما بين الفراش كما بين السماء والأرض) . قال العراقي : رواه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي، بلفظ: ارتفاعها لكما بين السماء والأرض، خمسمائة سنة. وقال: غريب، لا نعرفه إلا من حديث رشدين بن سعد، اهـ .
قلت: وكذلك رواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد، nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي، nindex.php?page=showalam&ids=12455وابن أبي الدنيا في صفة الجنة، nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان، nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير، nindex.php?page=showalam&ids=11970وابن أبي حاتم، nindex.php?page=showalam&ids=13507وابن مردويه، nindex.php?page=showalam&ids=11868وأبو الشيخ في العظمة، nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي في البعث .
وقد بقي على المصنف في هذا الفصل بقية ذكر حلية أهل الجنة، وسررهم، وأرائكهم، وفرشهم، فاعلم أن أهل الجنة يحلون كما صرح به في القرآن: يحلون فيها من أساور من ذهب روى nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا في صفة الجنة، عن كعب، قال: إن لله ملكا منذ خلق يصوغ حلي أهل الجنة، إلى أن تقوم الساعة، لو أن قلبا من حلي أهل الجنة أخرج، لذهب بضوء شعاع الشمس، فلا تسألوا بعد هذا عن حلي أهل الجنة.
ولما ذكر سبحانه الفرش المرفوعة، ذكر أن السرر مرفوعة أيضا، ولا يخفى أن ارتفاع السرير أكثر من ارتفاع الفرش، قال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، في قوله تعالى: فيها سرر مرفوعة ألواحها من ذهب، مكللة بالزبرجد، والدر، والياقوت، والسرير كما بين مكة وأيلة. وعن nindex.php?page=showalam&ids=15097الكلبي، قال: إن طول السرير في السماء مائة عام، وإن السرر مرتفعة، ما لم يجئ أهلها، فإذا أراد أن يجلس عليها تواضعت له حتى يجلس عليها، ثم ترتفع إلى موضعها، وقال تعالى: متكئين على سرر مصفوفة إعلاما بتقاربها، وحسن ترتيبها، وعدم تدابرها، وكمال تقابلها، وقال تعالى: على سرر موضونة متكئين عليها متقابلين والموضونة: المرتبة، المنضودة: التي هي على نسيج واحد، [ ص: 539 ] وإذا تأملت ارتفاع الفرش، وارتفاع الأسرة، ظهر لك من ذلك أن ارتفاع القصور، والغرف التي تكون فيها هذه الأسرة، لا يكاد يحاط به، وما الظن بارتفاع الغرف التي بعضها فوق بعض؟ قال الله تعالى: لكن الذين اتقوا ربهم لهم غرف من فوقها غرف مبنية تجري من تحتها الأنهار .
وأما الأرائك: فهي السرر التي تكون في الحجال، والحجال: هي البشاخين، وواحدة الأرائك أريكة، وقال الجوهري في صحاحه: الأريكة: سرير متخذ مزين في قبة، أو بيت، ومقتضى كلام الجوهري هذا: أن الأريكة مجموعة من ثلاثة أشياء، وهي السرير، والفرش، والقبة، أو البيت، وبه صرح غيره، وقد جاء ذكر الأرائك في القرآن: متكئين فيها على الأرائك لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا وقال تعالى: متكئين على رفرف خضر وعبقري حسان ، قال nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير : الرفرف: رياض الجنة، والعبقري: عتاق الزرابي، وجمع الرفرف رفارف، وقال الحسن، ومقاتل: هي البسط، وقال nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة، والضحاك: هي محابس خضر فوق الفرش، وقال ابن كيسان: هي المرافق، وقال nindex.php?page=showalam&ids=16008ابن عيينة : هي الزرابي، والزرابي: هي البسط العريضة، ذات الألوان، تشبيها لها بزرابي البنات، وهي ألوانه، قال بعضهم: الزرابي: البسط المخملة، التي لها أهداب في أثناء قيامها، ولحمتها، وقيل: ثوب عريض عند العرب، يسمى رفرفا، وأما العبقري، فقال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : هي البسط الطنافس، وقريب منه قول الكلبي: أنها البسط المخملة، وقال nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : هي عتاق الزرابي، وقال nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد : هي من الديباج الغليظ، وقال تعالى: فيها سرر مرفوعة وأكواب موضوعة ونمارق مصفوفة وزرابي مبثوثة.