فإنه يقال: قوله: "وقد يكون معقولا عندما يتصور من زيد مثلا معنى الإنسان الموجود أيضا لغيره".
أتعني به أن ذلك الإنسان المعقول الذي يكون لهذا ولهذا، وهو شيء ثابت في الخارج، هو بعينه لهذا المعين ولهذا المعين، مغاير للإنسان المعين، ولصفاته القائمة به؟
أم تعني به الإنسان المعقول الكلي الثابت في العقل، الذي يتناول المعينات تناول اللفظ العام لمفرداته؟
فإن أردت الأول فهذا باطل لا حقيقة له، ونحن نعلم بالضرورة أن هذا الإنسان المعين ليس فيه شيء من الإنسان المعين الآخر، بل كل
[ ص: 27 ] منهما مختص بذاته وصفاته، ولم يشتركا في شيء ثابت في الخارج أصلا، ولهذا يكون أحدهما موجودا مع عدم الآخر وبالعكس، ويموت أحدهما مع حياة الآخر وبالعكس، ويتألم أحدهما مع لذة الآخر وبالعكس.