الوجه الرابع: أن
السجود من باب العبادة والخضوع للمسجود له، كالركوع والطواف بالبيت. وأما
السؤال والدعاء ففيه قصد المسئول المدعو، وتوجيه القلب نحوه، لا سيما عند الضرورة، فإن السائل الداعي يقصد بقلبه جهة المدعو المسئول بحسب ضرورته واحتياجه إليه. وإذا كان كذلك، كان رفع رأسه وطرفه ويديه إلى جهة، متضمنا لقصده إياه في تلك الجهة، بخلاف الساجد فإنه عابد ذليل خاشع، وذلك يقتضي الذل والخضوع، ليس فيه ما يقتضي توجيه الوجه واليد ونحوه، لكن إن كان داعيا وجه قلبه إليه، وهذا حجة من فرق بين رفع البصر في حال الصلاة وحال الدعاء.