والقلوب مفطورة على أن يتجلى لها من الحقائق ما هي مستعدة لتجليها فيها، فإذا تجلى فيها شيء أحست به إحساسا باطنا بواسطة تجليه فيها.
وأيضا فنفس مشاهدة القلوب لنفسه تبارك وتعالى أمر ممكن، وإن كان ذلك قد يقال: إنه مختص ببعض الخلق، كما قال أبو ذر وابن عباس وغيرهما من السلف: «
nindex.php?page=hadith&LINKID=930498إن نبينا -صلى الله عليه وسلم- رأى ربه بفؤاده» . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: رآه بفؤاده مرتين.
فهذا النوع إذا كان ممكنا، وقد قيل: إنه واقع، لم يمكن نفيه إلا بدليل. وأما
الرؤية بالعين في الدنيا، وإن كانت ممكنة عند السلف والأئمة، لكن لم تثبت لأحد، ولم يدعها أحد من العلماء لأحد إلا لنبينا -صلى الله عليه وسلم- على قول بعضهم. وقد ادعاها طائفة من
الصوفية لغيره، لكن هذا باطل، لأنه قد ثبت بدلالة الكتاب والسنة أن أحدا لا يراه في الدنيا بعينه.
[ ص: 42 ]
وفي الصحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=703405« واعلموا أن أحدا منكم لن يرى ربه حتى يموت» .
وقد بسطنا الكلام على مسألة الرؤية في غير هذا الموضع، وبينا أن النصوص عن الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد وأمثاله من الأئمة هو الثابت عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس من أنه يقال: رآه بقلبه، أو: رآه بفؤاده.