صفحة جزء
الوجه الثاني الذي أبطل به أبو حامد طريقهم: أنها مبنية على إبطال علل ومعلولات لا نهاية لها، وقد ألزمهم أنهم لا يمكنهم إبطال ذلك مع قولهم بثبوت حوادث لا تتناهى كما قد ذكره.

وابن سينا والرازي والآمدي إنما أثبتوا واجب الوجود بناء على هذه المقدمة. فكان ما ذكره أبو حامد إبطالا لطريق هؤلاء كلهم. والآمدي وافق أبا حامد على ضعف الحجة في نفي النهاية عن العلل، فلا جرم لم يقرر في كلامه إثبات واجب الوجود، بل قرره في كتاب الأفكار بطريق أفسدها في كتاب رموز الكنوز وقد بينا بطلان اعتراضه في غير هذا الموضع.

التالي السابق


الخدمات العلمية