[ ص: 317 ] وجملة هذا
أن القديم لا يجوز عدمه، ولا يجوز لمثل ذلك أن يكون القديم إنما يتحرك فيما لم يزل لعدم نفسه، ولا لعدم معنى قديم.
فلم يبق إلا وجهان: أحدهما: أن يكون فيما لم يزل على ما هو عليه لنفسه أو لمعنى قديم. فإن كان لم يزل ساكنا لنفسه، استحال تحركه بعد سكونه، لوجود نفسه في كلا الحالين. ويستحيل خروج الشيء عن الوصف المستحق لنفسه، مع وجود نفسه التي بها كان كذلك.
وإن كان لم يزل ساكنا لأجل معنى قديم، استحال أن يتحرك إلا عند عدم سكونه القديم، وإلا وجب تحركه وسكونه معا. فإذا استحال ذلك، واستحال عدم سكونه إذا كان قديما، واستحال أن يخرج القديم عن الصفة التي هو فيها لم يزل عليها، لم يجز أن يلحقه - لما وصفناه - انقلاب ولا تغيير، ولا اعتمال ولا تأثير، فصح ما قاله شيخنا
أبو الحسن من هذا الوجه) .