قلت:
وإيجاب النظر مطلقا غير إيجاب النظر في الطريق المعين، طريقة كون الأعراض حادثة وهي لازمة للأجسام، فإن هذه لا يقول بوجوبها على المسلمين أحد من أئمة المسلمين، الذي يعرفون ما جاء به الرسول -صلى الله عليه وسلم- ويتبعونه، إذ كان معلوما بالاضطرار لكل من عرف ذلك أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- لم يوجب النظر في هذه الطريقة، بل ولا دل على صحتها، بل ما أخبر به يناقض موجبها، وهي وإن جعلها من جعلها من أهل الكلام المحدث أصلا في معرفة الصانع وصفاته، وصدق رسله، فهي عند التحقيق تناقض معرفة الصانع ومعرفة صفاته وصدق رسله، كما قد بسط في مواضع. والمقصود هنا أن
nindex.php?page=showalam&ids=14953القاضي أبا يعلى ونحوه ممن كان يقول أولا: إن المعرفة
[ ص: 359 ] لا تحصل إلا بالنظر في هذه الطريقة، وهو أول الواجبات، لما ذكروا قوله -صلى الله عليه وسلم-:
nindex.php?page=hadith&LINKID=651296« كل مولود يولد على الفطرة» ، قالوا: - واللفظ
للقاضي في الفطرة -: (ما الفطرة هنا؟ على روايتين عن
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد: