قال: (ورواه
nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب، واختلف في إسناده، منهم من رواه عن
سعيد عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة، ومنهم من رواه عن
أبي سلمة عن
[ ص: 367 ] nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ومنهم من رواه عن
حميد عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة. قال
nindex.php?page=showalam&ids=14327محمد بن يحيى الذهلي: كل هذه صحاح عن
nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب، محفوظة) .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر: (وقد
سئل nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب عن رجل عليه رقبة مؤمنة أيجزئ الصبي عنه أن يعتقه وهو رضيع؟، قال: نعم لأنه ولد على الفطرة) .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر لما ذكر النزاع في تفسير هذا الحديث: (وقال آخرون:
الفطرة ها هنا الإسلام، قالوا: وهو المعروف عند عامة السلف أهل التأويل، وقد أجمعوا في تأويل قوله عز وجل: فطرت الله التي فطر الناس عليها [سورة الروم:30] ، على أن قالوا: فطرة الله: دين الله الإسلام. واحتجوا بقول
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة في هذا الحديث:
nindex.php?page=hadith&LINKID=688232اقرءوا إن شئتم: فطرت الله التي فطر الناس عليها .
وذكروا عن
عكرمة nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد والحسن وإبراهيم nindex.php?page=showalam&ids=14676والضحاك nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة في قول الله عز وجل:
فطرت الله التي فطر الناس عليها قالوا: فطرة
[ ص: 368 ] الله: دين الإسلام،
لا تبديل لخلق الله قالوا: لدين الله.
واحتجوا بحديث
محمد بن إسحاق، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15614ثور بن يزيد، عن
يحيى بن جابر، عن
عبد الرحمن بن عائذ الأزدي، عن
عياض بن حمار المجاشعي، « أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال للناس يوما: ألا أحدثكم بما حدثني الله في الكتاب: إن الله خلق آدم وبنيه حنفاء مسلمين وأعطاهم المال حلالا لا حرام فيه، فجعلوا ما أعطاهم الله حلالا وحراما» الحديث.
قال: (وكذلك روى
بكر بن مهاجر، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15614ثور بن يزيد بإسناده مثله في هذا الحديث
(حنفاء مسلمين) .
( .. قال
أبو عمر: روى هذا الحديث
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة عن
nindex.php?page=showalam&ids=17098مطرف بن عبد الله، عن
عياض بن حمار، ولم يسمعه
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة من
nindex.php?page=showalam&ids=17098مطرف، ولكن
[ ص: 369 ] قال: حدثني ثلاثة:
عقبة بن عبد الغافر، nindex.php?page=showalam&ids=17366ويزيد بن عبد الله بن الشخير، nindex.php?page=showalam&ids=14808والعلاء بن زياد، كلهم يقول: حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=17098مطرف، عن
عياض، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال فيه:
nindex.php?page=hadith&LINKID=662117« وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم» . لم يقل: مسلمين، وكذلك رواه
الحسن عن
nindex.php?page=showalam&ids=17098مطرف عن
عياض، ورواه
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق عمن لا يتهم، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة بإسناده، وقال فيه:
nindex.php?page=hadith&LINKID=662117« وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم» ولم يقل مسلمين) .
قال: (فدل هذا على حفظ
محمد بن إسحاق وإتقانه وضبطه، لأنه ذكر (مسلمين) في روايته عن
nindex.php?page=showalam&ids=15614ثور بن يزيد لهذا الحديث، وأسقطه من رواية
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة، وكذلك رواه الناس عن
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة، قصر فيه عن قوله: مسلمين، وزاد
ثور بإسناده، والله أعلم) .
قال: (والحنيف في كلام العرب: المستقيم المخلص، ولا استقامة أكثر من الإسلام) .
[ ص: 370 ]
قال: (وقد روي عن
الحسن قال: الحنيفية: حج البيت، وهذا يدلك على أنه أراد الإسلام، وكذلك روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي: (حنفاء) قال: حجاجا، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد: (حنفاء) قال: متبعين) .
قال: (وهذا كله يدلك على أن الحنيفية: الإسلام) . قال: (وقال أكثر العلماء: الحنيف: المخلص. وقال الله عز وجل:
ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما [سورة آل عمران:67] وقال:
ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل [ سورة الحج:78] . فلا وجه لإنكار من أنكر رواية من روى:
حنفاء: مسلمين.
قال الشاعر - وهو الراعي -:
[ ص: 371 ] أخليفة الرحمن إنا معشر ... حنفاء نسجد بكرة وأصيلا عرب نرى لله في أموالنا
... حق الزكاة منزلا تنزيلا
فهذا وصف الحنيفية بالإسلام، وهو أمر واضح لا خفاء به) .
قال: (ومما احتج به - من ذهب إلى أن الفطرة في هذا الحديث: الإسلام - قوله -صلى الله عليه وسلم-
nindex.php?page=hadith&LINKID=665050« خمس من الفطرة» ويروى
nindex.php?page=hadith&LINKID=671215«عشرة من الفطرة» يعني فطرة الإسلام) .
قلت: الدلائل الدالة على أنه أراد: على فطرة الإسلام - كثيرة، كألفاظ الحديث التي في الصحيح، مثل قوله:
nindex.php?page=hadith&LINKID=664434 (على الملة) ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=687978 (وعلى هذه الملة) ومثل قوله في حديث
عياض بن حمار: nindex.php?page=hadith&LINKID=885964« خلقت عبادي حنفاء كلهم» وفي لفظ
« حنفاء مسلمين» ومثل تفسير
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة وغيره من رواة الحديث ذلك، وهم أعلم بما سمعوا.
وأيضا، فإنه لو لم يكن المراد بالفطرة الإسلام، لما سألوا عقب ذلك:
nindex.php?page=hadith&LINKID=661817 (أرأيت من يموت من أطفال المشركين وهو صغير؟) ، لأنه لو لم يكن هناك ما يغير تلك الفطرة لما سألوه. والعلم القديم وما يجري مجراه لا يتغير.
[ ص: 372 ]