الوجه الثاني: أن يقال: أما التسلسل في أصل الفاعلية فلا ينفعهم. وإنما فيه إبطال قول الجهمية والقدرية. وأما التسلسل في الأفعال المعينة، فإن كان جائزا لم يصح احتجاجهم به، بل تبطل الحجة، وإن كان ممتنعا
[ ص: 244 ] لزم أن يكون للحوادث أول، فيبطل قول القائلين بقدم العالم. وإذا بطل هذا القول، بطلت حجته بالضرورة، فيلزم بطلان هذه الحجة على التقديرين، وذلك يقتضي أنها فاسدة في نفس الآمر.