فإذا قال القائل بعد هذا: الجسم هو المؤلف أو المركب، فلا يكون جسما، ونحو ذلك.
قيل له: لا ريب أن الله سبحانه غني عن كل ما سواه، لا يجوز أن يقال: إنه مفتقر إلى غيره في شيء فضلا عن أن يقال: ركبه مركب، أو ألفه مؤلف. والله قد أخبر في القرآن بمعناه.
وكذلك لا يجوز أن نظن أنه كان مفرقا فاجتمع، أو أنه يتفرق، أو نحو ذلك مما ينافي صمديته وكماله في وقت من الأوقات.
وإذا قال قائل: الجسم هو القائم بنفسه، أو المشار إليه، فيكون جسما.
قيل له: لا ريب أن الله قائم بنفسه، وأنه ترفع الأيدي إليه،
[ ص: 311 ] ويشار إليه. كما
nindex.php?page=hadith&LINKID=700292أشار النبي صلى الله عليه وسلم عشية عرفة بإصبعه إليه وجعل يقول: اللهم اشهد، اللهم اشهد.
وقال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=665849إن الله حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرا.
وقال:
إشارة الرجل بإصبعه في الصلاة مقمعة للشيطان. وهو إشارة إلى التوحيد.
ويقال لذلك:
أنت تقول: الجسم هو المركب، وهذا يقول: هو القائم بنفسه، وأنتما متفقان على أن الله تعالى لا يتفرق ولا يركبه أحد، وعلى أنه قائم بنفسه، فإن تنازعتما في كونه فوق العرش، وأن القرآن نزل منه، والملائكة تعرج إليه -فالصواب مع المثبت، وإن تنازعتما في كون استوائه على العرش مثل استواء المخلوق، أو في كونه مفتقرا إلى العرش، ونحو ذلك مما يتضمن وصفه بالنقص أو تمثيله بالخلق- فالصواب مع النافي.