ولهذا أخبر الله في غير موضع من كتابه بالضلال والعذاب لمن ترك اتباع ما أنزله، وإن كان له نظر وجدل واجتهاد في عقليات وأمور غير ذلك، وجعل ذلك من نعوت الكفار والمنافقين.
وقد طالب الله تعالى من اتخذ دينا بقوله: ائتوني بكتاب من قبل هذا أو أثارة من علم إن كنتم صادقين [الأحقاف: 4] ، فالكتاب هو الكتاب، والأثارة كما قال من قال من السلف: هي الرواية والإسناد، [ ص: 58 ] وقالوا: هي الخط أيضا، إذ الرواية والإسناد يكتب بالخط، وذلك لأن الأثارة من الأثر، فالعلم الذي يقوله من يقبل قوله يؤثر بالإسناد، ويقيد ذلك بالخط، فيكون ذلك كله من آثاره.
وكذلك ثبت فيه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس «أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقرأ بحرف من هاتين الآيتين ومن سورة الفاتحة إلا أعطي ذلك» .
فهذا يبين استجابة هذا الدعاء للنبي والمؤمنين، وأن الله لا يؤاخذهم إن نسوا أو أخطؤوا.