وأيضا فإنه قد قرر هناك وهنا
أن المعتزلة أئمة الكلام الذين أظهروا في الإسلام نفي الصفات والأفعال، وسموا ذلك تقديسا له عن الأعراض والحوادث، وقد ذكر
أبو المعالي أنه لا حجة لهم على استحالة اتصافه بالحوادث، وأنه يلزمهم نقيض ذلك، أما الأول: فإن القابل للشيء عندهم يجوز أن يخلو عنه وعن ضده، وأما لزوم هذا القول لهم: فلإثباتهم أحكاما متجددة للرب، وأنه إذا لم يمتنع تجدد أحكام للذات
[ ص: 197 ] من غير أن يدل على الحدوث: لم يبعد مثل ذلك في اعتوار أنفس الأعراض، وكان ما ذكره الأستاذ
أبو المعالي يقتضي أن القول بحلول الحوادث يلزم المعتزلة، وأنه دليل لهم على نفي ذلك، وهو أيضا لم يذكر دليلا لموافقيه على نفي ذلك.
فأفاد ما ذكره
أن أئمة النفاة لحلول الحوادث به القائلين بأنه لا يقوم به ما يتعلق بمشيئته وقدرته لا دليل لهم على ذلك، بل قولهم يستلزم قول أهل الإثبات لذلك.