ومقصودنا بحكاية هذا الكلام:
أن يعلم أن ما ذكره الرازي في هذه المسألة قد استوعب فيه جميع حجج النفاة، وبين فسادها. وأما الحجة التي احتج بها فهي أضعف من غيرها كما سيأتي بيانه. وقد ذكر أن هذه المسألة تلزم عامة الطوائف.
وذكر في كتاب " الأربعين " أنها تلزم أصحابه أيضا، فقال في الأربعين: "المشهور أن
الكرامية يجوزون ذلك، وينكرون سائر الطوائف، وقيل: أكثر العقلاء يقولون به، وإن أنكروه باللسان، فإن
أبا علي وأبا هاشم من
المعتزلة وأتباعهما قالوا: إنه يريد بإرادة حادثة،
[ ص: 208 ] لا في محل، ويكره بكراهة حادثة لا في محل، إلا أن صفة المريدية والكارهية محدثة في ذاته تعالى.
وإذا حضر المرئي والمسموع حدث في ذاته تعالى صفة السامعية والمبصرية، لكنهم إنما يطلقون لفظ التجدد دون الحدوث.
وأبو الحسين البصري يثبت في ذاته علوما متجددة بحسب تجدد المعلومات.