كأبي
المعالي الجويني فإنه قال في الإرشاد: "فإن قال قائل: قد دللتم فيما قدمتم على العلم بالصانع، فبم تنكرون على من يقدر الصانع عدما؟ قلنا: العدم عندنا نفي محض، وليس المعدوم على صفة من صفات الإثبات، ولا فرق بين نفي الصانع، وبين تقدير الصانع منفيا من كل وجه، بل نفي الصانع وإن كان باطلا بالدليل القاطع فالقول به غير متناقض في نفسه، والمصير إلى إثبات صانع منفي متناقض، وإنما يلزم القول بالصانع المعدوم المعتزلة، حيث أثبتوا للمعدوم صفات الإثبات وقضوا بأن المعدوم على خصائص الأجناس".
قال: "والوجه أن لا نعد الوجود من الصفات، فإن الوجود نفس الذات، وليس بمثابة التحيز للجوهر، فإن التحيز صفة زائدة على ذات الجوهر، ووجود الجوهر عندنا نفسه من غير تقدير مزيد".
قال: "والأئمة يتوسعون في عد الوجود من الصفات، والعلم به علم بالذات".
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12440الكيا الهراسي الطبري: "إذا قلنا الباري موجود، فوجوده ذاته، هذا بالاتفاق من أصحابنا القائلين بالأحوال والنافين لها إلا على رأي
المعتزلة الذين قالوا: المعدوم شيء".
[ ص: 109 ]