ولما كانت
حاجة النفوس إلى معرفة ربها أعظم الحاجات كانت طرق معرفتهم له أعظم من طرق معرفة ما سواه، وكان ذكرهم لأسمائه أعظم من ذكرهم لأسماء ما سواه، وله سبحانه في كل لغة أسماء، وله في اللغة العربية أسماء كثيرة.
[ ص: 332 ]
والصواب الذي عليه جمهور العلماء أن قول النبي صلى الله عليه وسلم
nindex.php?page=hadith&LINKID=688149«إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة» معناه أن من أحصى التسعة والتسعين من أسمائه دخل الجنة، ليس مراده أنه ليس له إلا تسعة وتسعون اسما، فإنه في الحديث الآخر الذي رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد وأبو حاتم في صحيحه:
nindex.php?page=hadith&LINKID=684373«أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب غمي وهمي» .
وثبت في الصحيح
nindex.php?page=hadith&LINKID=667349أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في سجوده: «اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وبك منك، لا أحصي ثناء عليك،أنت كما أثنيت على نفسك» فأخبر أنه صلى الله عليه وسلم لا يحصي ثناء عليه، ولو
[ ص: 333 ] أحصى جميع أسمائه لأحصى صفاته كلها، فكان يحصي الثناء عليه، لأن صفاته إنما يعبر عنها بأسمائه.