وقولهم: إنه إذا لم يكن مع الواحد منها القوة القابلة لتأثير العلل، وهي المادة، لم يتعين، كقول القائل: إذا لم يكن مع الواحد منها القوة القابلة، وهي المادة، لم توجد، فإن وجودها هو بعينها، لم يكن لها تحقق في الخارج غير وجودها المعين.
وقولهم: فأما إذا كان يمكن في طبيعة نوعها أن تحمل على كثيرين، فتعين كل واحد بعلة، كقول القائل: فموجود كل واحد بعلة، ومعلوم أن الممكن وجوده بعلة سواء كان قد انحصر نوعه في شخصه كالشمس، أو كان مما لم ينحصر نوعه في شخصه كالإنسان،
[ ص: 114 ] فليس للمعين علتان: إحداهما لنوعه، والأخرى لشخصه، بل العلة الموجبة لشخصه كافية في وجوده، كوجود ما انحصر نوعه في شخصه.