وتحقيق هذا الموضع من أعظم أصول الدين كما قال أبو
المعالي الجويني في "الإرشاد":
"من صفات القديم مخالفته للحوادث، فالرب لا يشبه شيئا من الحوادث، ولا يشبهه شيء منها".
قال: "والكلام في هذا الباب من أعظم أركان الدين، فقد غلت طائفة في النفي فعطلت، وغلت طائفة في الإثبات فشبهت، فأما الغلاة في النفي فقالوا: الاشتراك في صفة من صفات الإثبات يوجب الاشتباه، وقالوا: على هذا القديم سبحانه لا يوصف بالوجود بل
[ ص: 187 ] يقال: ليس بمعدوم، وكذلك لا يوصف بأنه قادر، عالم، حي، بل يقال: ليس بعاجز، ولا جاهل، ولا ميت".
قال: وهذا مذهب
الفلاسفة والباطنية، وأما الغلاة في الإثبات فاعتقدوا ما يلزمهم القول بمماثلة القديم الحوادث".