ولا ريب أن
[من] قدم على كلام الله ورسوله وما يعارضه من معقول أو غيره، وترك ما يلزمه من الإيمان به، كما آمن بما يناقضه، فقد آمن ببعض وكفر ببعض.
وهذا حقيقة حال أهل البدع، كما في كتاب "الرد على الزنادقة
والجهمية"، nindex.php?page=showalam&ids=12251لأحمد بن حنبل وغيره من وصفهم بأنهم: "مختلفون في الكتاب، مخالفون للكتاب، متفقون على مخالفة الكتاب).
وقوله: "مختلفون في الكتاب" يتضمن الاختلاف المذموم
[ ص: 283 ] المذكور في قوله تعالى:
وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد [سورة البقرة 176] .
وأما الاختلاف المذكور في قوله تعالى:
تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد [سورة البقرة: 253] ، فهذا الاختلاف يحمد فيه المؤمنون، ويذم فيه الكافرون.