قلت: هذا القول قول طائفة من متأخري المتكلمة الصفاتية
الأشعرية ومن وافقهم من الفقهاء من أصحاب
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد. قال: "وقال أبو الهذيل: الجسم ما له يمين وشمال [ ص: 331 ] وظهر وبطن وأعلى وأسفل، وأقل ما يكون الجسم ستة أجزاء: أحدها يمين والآخر شمال، أحدها ظهر والآخر بطن، وأحدها أعلى والآخر أسفل، وأن الجزء الواحد الذي لا يتجزأ [يماس] ستة أمثاله، وأنه يتحرك ويسكن ويجامع غيره، ويجوز عليه الكون والمماسة ولا يحتمل اللون والطعم والرائحة، ولا شيئا من الأعراض غير ما ذكرنا حتى تجتمع هذه الستة الأجزاء، فإذا اجتمعت فهي الجسم وحينئذ يحتمل ما وصفنا".
قال: "وزعم بعض المتكلمين أن الجزأين اللذين لا يتجزآن يحلهما جميعا التأليف، فإن التأليف الواحد يكون في مكانين، وهذا قول الجبائي".
قال: "وقال
nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر: هو الطويل العريض العميق، وأقل الأجسام ثمانية أجزاء، فإذا اجتمعت الأجزاء وجبت الأعراض
[ ص: 332 ] وهي تفعلها بإيجاب الطبع، وإن كل جزء يفعل في نفسه ما يحله من الأعراض، وزعم أنه إذا انضم جزء إلى جزء حدث طول، وأن العرض يكون بانضمام جزأين إليهما، وأن العمق يحدث بأن ينطبق على أربعة أجزاء، فتكون الثمانية الأجزاء جسما عريضا طويلا عميقا".
قال: "وقال
هشام بن عمرو الفوطي: إن الجسم ستة وثلاثون جزءا لا يتجزأ، وذلك أنه جعل ستة أركان، وجعل كل ركن منه ستة أجزاء، فالذي قال
أبو الهذيل إنه جزء جعله
هشام ركنا، وزعم أن الجزء لا يجوز عليه المماسة وأن المماسات للأركان، وأن الأركان التي كل ركن منها ستة أجزاء ليست [الستة] الأجزاء متماسة ولا متباينة، ولا يجوز ذلك إلا على الأركان، فإذا كان كذلك فهو محتمل لجميع الأعراض من اللون والطعم والرائحة والخشونة واللين والبرد وما أشبه ذلك"
[ ص: 333 ] قال: "وقال قائلون: الجسم الذي سماه أهل اللغة جسما هو ما كان طويلا عريضا عميقا ولم يحدوا في ذلك عددا من الأجزاء، وإن كان لأجزاء الجسم عدد معلوم".
قال: "وقال
هشام بن الحكم: معنى الجسم أنه موجود، وكان يقول: إنما أريد بقولي جسم أنه موجود وأنه شيء، وأنه قائم بنفسه".
قال: "وقال النظام: الجسم هو الطويل العريض العميق وليس لأجزائه عدد يوقف عليه وأنه لا نصف إلا وله نصف، ولا جزء إلا وله جزء"، قال: "وكانت الفلاسفة تجعل [حد] الجسم أنه العريض العميق" قال: "وقال
عباد بن سليمان: [ ص: 334 ] الجسم هو الجوهر والأعراض التي لا ينفك منها، وما كان قد ينفك منها من الأعراض فليس ذلك من الجسم، بل ذلك غير الجسم، وكان يقول: الجسم هو المكان، ويعتل في الباري تعالى أنه ليس بجسم، فإنه لو كان جسما لكان مكانا، ويعتل أيضا بأنه لو كان جسما لكان له نصف".