وأيضا
nindex.php?page=showalam&ids=13711فالأشعري قد
ذكر عن المعتزلة أنهم منافقون بإثبات أسماء الله، فقال في المقالات: "الحمد لله الذي بصرنا خطأ المخطئين، وعمى العمين، وحيرة المتحيرين، الذين نفوا صفات رب العالمين، وقالوا إن الله جل ثناؤه وتقدست أسماؤه لا صفات له، وأنه لا علم له ولا قدرة، ولا حياة له، ولاسمع له، ولا بصر له، ولا عز له، ولا جلال له، ولا عظمة له، ولا كبرياء له، وكذلك قالوا في سائر صفات الله تعالى التي يوصف بها لنفسه".
قال: "وهذا قول أخذوه عن إخوانهم من المتفلسفة الذين
[ ص: 364 ] يزعمون أن للعالم صانعا لم يزل ليس بعالم ولا قادر، ولا حي، ولا سميع ولا بصير، ولا قديم، وعبروا عنه بأن قالوا [نقول] عين لم يزل ولم يزيدوا على ذلك".
قال: "غير أن هؤلاء الذين وصفنا قولهم من
المعتزلة في الصفات لم يستطيعوا أن يظهروا من ذلك ما كانت الفلاسفة تظهره من ذلك فأظهروا معناه بنفيهم أن يكون للباري علم وقدرة وحياة وسمع وبصر، ولولا الخوف لأظهروا ما كانت الفلاسفة تظهره من ذلك، ولأفصحوا به غير أن خوف السيف يمنعهم من إظهار ذلك".
قال: "وقد أفصح بذلك رجل يعرف
بابن الإيادي كان ينتحل مذهبهم فزعم أن الباري تعالى عالم قادر سميع بصير في المجاز لا في الحقيقة".
[ ص: 365 ]