[ ص: 463 ] ويكفي المرء المؤمن أن يعلم أن هؤلاء يجعلون القرآن بهذه الصفة، فهل هذا إلا من جنس قول الذين جعلوا القرآن عضين، فعضوه بالباطل، وقالوا هو شعر أو سحر أو مفترى؟ بل هذا أقبح من ذلك، فإن أولئك اتفقوا على عظمة الكلام وارتفاع قدره لفظا ومعنى، لم يدعوا أن ظاهره وصف الخالق بما لا توصف به القردة والخنازير / ، ولو كان هذا ظاهر القرآن لكان هذا من أقوى الوجوه للذين جعلوا القرآن عضين.