[ ص: 269 ] وهذا كله يبين أنه ليس ظاهر الحديث أن الله هو القوة الباصرة، بل ظاهره ما ظهر منه وما بينه الرسول، الذي هو من أحسن الألفاظ، وأحسنها بيانا وإظهارا، إذ لا يكون أحد غير الرسول أحسن بيانا وإظهارا لما يخبره به عن ربه من الرسول، وقد نزهه الله أن يكون ظاهر كلامه كفرا، وضلالا، وإفكا، ومحالا، ولا يكون هو قد جعل هذا الظاهر غير ظاهر وقذف بالحق على الباطل، حتى يظهر الحق ويخفى الباطل، كيف وقد تكفل الرب بإظهار دينه على الدين كله، بظهور العلم والحجة، وظهور القدرة والنصرة، وأخبر أنه أرسله بالهدى، ودين الحق، فكيف يكون كلامه مضلا إذا كان ظاهره الضلال ولم يبين ذلك.