[ ص: 58 ] فهذا الحديث ونحوه يدل على أن
جميع القيام من قبورهم يرون ربهم في أول الأمر، كلهم يراه مخليا به فيسأله ويخاطبه كما تقدم، ثم بعد ذلك ينادي المنادي فيراه المسلمون بمن معهم من المنافقين، ثم بعد ذلك يتميز المؤمنون وهم الذين يرونه رؤية تنعم، ويحجب عنه الكافرون بعد ذلك؛ إذ الرؤية في عرصات القيامة ليست من النعيم والثواب.
وذهب
nindex.php?page=showalam&ids=13114ابن خزيمة وطائفة إلى أنه لا يراه إلا المؤمنون والمنافقون، وذهبت طائفة أخرى إلى أن الكفار لا يرونه بحال، وقد تكلمنا على هذه المسألة في غير هذا الموضع.
والمقصود هنا بيان ما في الأحاديث المشهورة من قوله صلى الله عليه وسلم،
nindex.php?page=hadith&LINKID=656886فيرونه في صورة غير صورته التي رأوه فيها أول مرة. وأن تلك هي هذه المرة التي تجلى فيها لفصل القضاء بين عباده فخاطبهم وحاسبهم، ثم بعد ذلك جزاهم فأمر أن يتبع كل قوم معبودهم.