قال
nindex.php?page=showalam&ids=14953القاضي أبو يعلى بعد أن ذكر حديث
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس بطرقه وألفاظه مفتتحا له بحديث
nindex.php?page=showalam&ids=15744حماد بن سلمة، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة، عن
عكرمة، وذكر حديث
الحكم بن أبان، عن
عكرمة، وذكر حديث
أم الطفيل، ثم قال: واعلم أنها رؤيا منام؛ لأن
أم الطفيل قد صرحت بذلك في خبرها، وحديث
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أكثر ألفاظه مطلقة، قال: وقد نقل في بعضها صريح بذكر المنام فيما حدثنا
أبو القاسم عبد العزيز قال: أخبرني
أبو بكر أحمد بن جعفر بن مالك في الإجازة
[ ص: 230 ] قال: وقرأته على أبي قال: حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16408عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي قال: حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق قال: حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر، عن
أيوب، عن
أبي قلابة، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=684149«أتاني ربي الليلة في أحسن صورة -يعني في المنام- فقال لي يا محمد أتدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قال: قلت: لا، قال: فوضع يده بين كتفي حتى وجدت بردها بين ثديي».
وقد قال القاضي في آخر كتابه في فصل جمل الصفات التي ذكرها: «وما روي في حديث
أم الطفيل nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس من الصفات التي رآه عليها في ليلة الإسراء» فقوله هنا: ليلة الإسراء تناقض منه؛ فإنه قد نص أن الإسراء كان يقظة، وأن الرؤية التي كانت في ليلة الإسراء غير هذه الرؤية التي في المنام، وأيضا فهذا الحديث الذي احتج به هو في الحقيقة
[ ص: 231 ] حديث
معاذ كما تقدم من كلام
nindex.php?page=showalam&ids=13114ابن خزيمة، وإنما وهم فيه
أبو قلابة فقال:
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، وإنما هو
ابن عائش، وليس هذا هو حديث
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة عن
عكرمة، فإن ذلك ليس فيه هذا، لكن
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد قد جعل الجميع حديثا واحدا في الأصل، ولا ريب أن
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة كان عنده هذا عن
عكرمة، يطابق لفظهما لفظ حديث
أم الطفيل، وإن كان فيه زيادات، وهو حديث
الحكم بن أبان عن
عكرمة، رواه
nindex.php?page=showalam&ids=13114ابن خزيمة محتجا به، فقال: حدثنا
محمد بن عيسى، قال: حدثنا
سلمة بن الفضل، حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=13114محمد بن إسحاق. [ ص: 232 ] ورواه
nindex.php?page=showalam&ids=14242أبو بكر الخلال في السنة، حدثنا
يزيد بن جمهور، حدثنا
الحسن بن يحيى بن كثير العنبري، حدثني أبي، حدثنا
هارون بن محمد، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13114محمد بن إسحاق.
ورواه
nindex.php?page=showalam&ids=12998ابن بطة في الإبانة
[ ص: 233 ] قال: حدثنا
أحمد بن محمد الباغندي، حدثنا
أحمد بن عبد الجبار العطاردي، قال: حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17416يونس بن بكير، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13114محمد بن إسحاق، عن
عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة، عن
عبد الله بن أبي [ ص: 234 ] سلمة أن
nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما بعث إلى
nindex.php?page=showalam&ids=11عبد الله بن العباس رضي الله عنهما فسأله:
هل رأى محمد صلى الله عليه وسلم ربه؟ فأرسل إليه nindex.php?page=showalam&ids=11عبد الله بن عباس أن نعم، فرد عليه nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر رسوله: أن كيف رآه؟ فأرسل إليه «أنه رآه في روضة خضراء دونه فراش من ذهب، على كرسي من ذهب، يحمله أربعة من الملائكة، ملك في صورة رجل، وملك في صورة ثور، وملك في صورة نسر، وملك في صورة أسد» زاد
nindex.php?page=showalam&ids=12998ابن بطة بالإسناد عن
ابن إسحاق: حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=17386يعقوب بن عتبة [ ص: 235 ] عن
عكرمة، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=683045أنشد رسول الله صلى الله عليه وسلم من قول أمية بن أبي الصلت:
رجل وثور تحت رجل يمينه والنسر للأخرى وليث مرصد
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صدق» وهذا أيضا رواه
nindex.php?page=showalam&ids=13114ابن [ ص: 236 ] خزيمة محتجا به من غير وجه في مسألة العرش وحملته.
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني هذه الألفاظ من طرق، فقوله:
«في روضة خضراء دونه فراش من ذهب» مثل قوله في حديث
أم أبي الطفيل: «قدماه في الخضر على وجهه فراش من ذهب» وقوله في لفظ حديث
أم الطفيل: «في صورة شاب ذي وفرة» وهذا يناسب قوله في حديث
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: «شابا جعدا قططا» لكن في هذا زيادة «الأمرد .. والحلة الخضراء» وفي حديث
أم الطفيل زيادة
«في رجليه نعلان من ذهب» وفي حديث
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس الآخر
«على كرسي من ذهب» وأما ذكر الحملة الأربعة فهؤلاء في أحاديث أخر في اليقظة، فهذا مما يحتج به لما ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد من أن حديث
عكرمة عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أصله أصل حديث
أم الطفيل، والله أعلم بحقيقة ذلك؛ فإن أحاديث
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس المشهورة عنه في أنه رآه بفؤاده مرتين إنما كان ذلك
بمكة، فإنه ذكره في تفسير سورة النجم، وهي مكية باتفاق العلماء، وما روته
أم الطفيل ومعاذ إنما هو
[ ص: 237 ] بالمدينة، فحديث
عكرمة عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس يشبه ألفاظ حديث
أم الطفيل، يؤيد ذلك أن الأسانيد المتواترة عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس إنما فيها إخبار أنه رآه بفؤاده، وأنه قال ذلك في تفسير القرآن، فلو كان عنده عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أخبر بلفظه عن رؤية ليلة المعراج لم نحتج إلى ذلك، ولكان هذا هو الذي يعتمد عليه دون ما تأوله من القرآن؛ ولهذا لم يثبت
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد -رحمه الله- إلا ما ثبت عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس من رؤيته بفؤاده، ومن رواية هذه الأحاديث التي جاءت على الوجه التي جاءت عليها، وذلك يدفع قول من أطلق نفي الرؤية، ولا يدفع قول من نفى رؤية البصر كما جمع بينهما.
وقد يقال: إن حديث
عكرمة عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس هو تفسيره للرؤية التي بفؤاده، التي كانت
بمكة، لكن هذه الزيادات التي في حديث
عكرمة لا تؤخذ بمجرد تأويل القرآن، بل يحتاج إلى توقيف، وكذلك الزيادة التي في حديث مسألة
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر nindex.php?page=showalam&ids=11لابن عباس. [ ص: 238 ] وقد تبين بما ذكرناه أن الحديث الذي فيه
nindex.php?page=hadith&LINKID=684149«أتاني ربي في أحسن صورة ووضع يده بين كتفي إنما كان في المنام
بالمدينة، ولم يكن ذلك ليلة المعراج، كما يظنه كثير من الناس، وكنت مرة بمجلس فيه طوائف من أصناف العلماء في مجلس ابتداء تدريس لشيخ الحنفية، وجرى ذكر هذا الحديث، فظنوا أنه كان ليلة المعراج، فقلت: هذا لم يكن ليلة المعراج، فإن هذا كان
بالمدينة كما جاء مصرحا به، والمعراج إنما كان
بمكة، كما قال تعالى:
سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى [الإسراء: 1] وهذا مما تواترت به الأحاديث، واتفق عليه أهل العلم، أن
المعراج الذي ذكره الله تعالى في القرآن، والذي فيه فرض الصلوات الخمس إنما كان
بمكة، ولم يكن بعد الهجرة، ونفس ما في الحديث بين ذلك، فإنه ذكر فيه اختصام الملأ الأعلى في المشي على الأقدام إلى الجمعات، والجلوس في المساجد بعد الصلوات، وهذا إنما شرع في
المدينة؛ إذ لم تشرع الجمعة
بمكة، وهذا مما لم يرتب فيه العلماء، وإنما وقع ذلك في أحاديث
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس الثابتة عنه كحديث
عكرمة ونحوه؛ لأن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قد ثبت عنه أنه كان يثبت رؤية
محمد صلى الله عليه وسلم ربه بفؤاده في
مكة كما ذكر ذلك
[ ص: 239 ] في تفسير سورة النجم وهي مكية باتفاق العلماء.
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14274عثمان بن سعيد الدارمي في كتاب النقض على
nindex.php?page=showalam&ids=15211المريسي ومتبعيه قال: (وروى المعارض عن
شاذان، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15744حماد بن سلمة، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة، عن
عكرمة، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«دخلت على ربي في جنة عدن شابا جعدا في ثوبين أخضرين» قال: وليس هذا من الحديث الذي يجب على العلماء نشره وإذاعته في أيدي الصبيان، فإن كان منكرا عند المعارض فكيف يستنكره مرة ثم يثبته أخرى فيفسره تفسيرا أنكر من الحديث، والله أعلم بهذا الحديث وبعلته، غير أني أستنكره جدا؛ لأنه يعارضه حديث
nindex.php?page=showalam&ids=1584أبي ذر nindex.php?page=hadith&LINKID=665574أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: هل رأيت ربك؟ فقال: «نور أنى أراه» ويعارضه قول
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله عنها:
nindex.php?page=hadith&LINKID=657267«من زعم أن محمدا رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية، وتلت
لا تدركه الأبصار وهو يدرك [ ص: 240 ] الأبصار [الأنعام: 103] فهذا هو الوجه عندنا فيه والتأويل، والله أعلم. لا ما ادعيت أيها المعارض أن تفسيره:
«إني دخلت على ربي في جنة عدن» كقول الناس:
«أتيناك ربنا شعثا غبرا من كل فج عميق لتغفر لنا ذنوبنا» هذا تفسير محال لا يشبه ما شبهت؛ لأن في روايتك أنه قال:
«رأيته شابا جعدا في ثوبين أخضرين» ويقول أولئك:
«أتيناك ربنا شعثا غبرا» أي: قصدنا إليك نرجو عفوك ومغفرتك، ولم يقولوا: أتيناك فرأيناك شابا جعدا في ثوبين أخضرين لتغفر لنا، هؤلاء قصدوا الثواب والمغفرة ولم يصفوا الذي قصدوا إليه بما في حديثك من الحلية والكسوة والمعاينة، فلفظ هذا الحديث بخلاف ما فسرت وتفسيرك أنكر من نفس الحديث، فافهم وأقصر عن شبه هذا الحديث فإن الخطأ كفر، وأرى الصواب فيه مصروفا عنك.