[ ص: 281 ] وقول
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد: «هذا قول
الجهمية» لأن أحاديث المعراج تدل على أن الله فوق، وغير ذلك مما تنكره
الجهمية، ويدفعون ذلك بأن أحاديث المعراج منام، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد: «منام الأنبياء وحي» وذلك يفيد أن ما ذكر فيه منها أنه في المنام كحديث
شريك بن عبد الله بن أبي نمر، عن
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس، وكذلك لو قدر أن جميعها منام، فإن ذلك لا يوجب أن يشبه برؤيا غير النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن رؤياه وحي، وهو تنام عينه ولا ينام قلبه، كما جاء ذلك مصرحا به في حديث
شريك، فإن لفظه الذي في الصحيح عن
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=656963«ليلة أسري برسول الله [ ص: 282 ] صلى الله عليه وسلم من مسجد الكعبة أنه جاءه ثلاثة نفر قبل أن يوحى إليه وهو نائم في المسجد الحرام، فقال أولهم: أيهم هو؟ فقال أوسطهم: هو خيرهم، فقال أحدهم: خذوا خيرهم، فكانت تلك الليلة، فلم يرهم حتى أتوه ليلة أخرى فيما يرى قلبه وتنام عينه ولا ينام قلبه، وكذلك الأنبياء تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم» وإذا كان كذلك كان هذا بمنزلة المغمض العين إذا تجلى لقلبه حقائق الأسباب، وعرج بروحه إلى السماء، وعاينت الأمور، فهذا ليس من جنس منامات الناس، وهو يقظة لا منام.
قال القاضي: وروى
أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن [ ص: 283 ] عثمان فيما خرجه من أحاديث الصفات بإسناده عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال: «كانت الخلة
لإبراهيم، والكلام
لموسى، والرؤية
لمحمد صلى الله عليه وسلم وعليهم أجمعين، قلت: وهذا صحيح عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما كما تقدم.
قال: وروى
أبو حفص بن شاهين في سننه بإسناده عن
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك بن مزاحم، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما
nindex.php?page=hadith&LINKID=682700«أنه رآه بفؤاده مرتين» وهو الذي اتبعه
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد، واحتج به عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، كما تقدم
[ ص: 284 ] وأما هذا التقييد فمن وضع بعض المتأخرين.