قال
الرازي: وأما قوله
nindex.php?page=hadith&LINKID=701938«وضع يده بين كتفي» ففيه وجهان:
أحدهما: المراد منه المبالغة في الاهتمام بحاله والاعتناء بشأنه، يقال: لفلان «يد» في هذه الصنعة، أي: هو كامل فيها.
يقال له: هذا معلوم الفساد بالضرورة الواضحة من وجوه:
أحدها: أنه إذا قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=701938«فوضع كفه بين كتفي حتى وجدت برد أنامله على صدري، فعلمت ما في السموات والأرض» كان هذا اللفظ نصا صريحا في معناه، فكيف يمكن إحالته؟!!
الثاني: أن التعبير عن الاهتمام والاعتناء بمثل هذا اللفظ معلوم البطلان في اللغة حقيقة أو مجازا، وأين قولهم: «لفلان يد بهذه الصنعة» من قول القائل:
nindex.php?page=hadith&LINKID=701938«وضع يده بين كتفي حتى وجدت برد أنامله بين ثديي أو على صدري؟».
الثالث: أن من قال: إنه يقال: لفلان يد في هذه الصنعة، أي: هو كامل فيها، نعم، يعبر باليد عن القدرة، فيقال:
[ ص: 373 ] لفلان في هذا يد، وأنا صاحب يد في هذا، أي: قادر عليه. أما أنه كامل القدرة فلا بد له من لفظ يدل عليه، ويقولون: ما لفلان بها يد، أي: «ما له به طاقة لا قبل» كما قيل:
جعلت لعراف اليمامة حكمه وعراف حجر إن هما شفياني فما تركا من رقية يعلمانها
ولا سلوة إلا وقد سقياني وقالا شفاك الله والله ما لنا
بما شملت منك الضلوع يدان