الوجه العاشر: أنه لو كان المراد بقوله:
nindex.php?page=hadith&LINKID=663458«إن الله يغار» أن الله يزجر ويمنع لم يكن في التعبير عن هذا المعنى بهذا اللفظ والإخبار به فائدة، بل كان إلى التلبيس أقرب منه إلى البيان؛ لأن كل مسلم يعلم أن الله ينهى ويزجر ويحرم، فلو لم يكن لقوله:
nindex.php?page=hadith&LINKID=663458«إن الله يغار» معنى إلا أنه ينهى ويزجر كان قد عرفهم
[ ص: 421 ] بالأمر الواضح الجلي الذي يعلمونه بلفظ مشكل فيه تلبيس عليهم، وهذا لا يفعله إلا من يكون من أجهل الناس وأظلمهم، ولا ينسب هذا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا منافق زنديق، أو من يكون عظيم الجهل، لا يدري لوازم قوله.
الوجه الحادي عشر: أنه قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=654271«ما أحد أغير من الله من أجل ذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن» وفي اللفظ الآخر:
nindex.php?page=hadith&LINKID=656866«من أجل غيرة الله حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن» وهذا نص صريح في إثبات السبب الذي هو الغيرة، والمسبب الذي هو المنع والزجر، وأنه من أجل غيرته التي هي السبب كان هذا المسبب الذي هو التحريم فجعل معنى الغيرة هو معنى التحريم الذي هو المنع والزجر تكذيب صريح للرسول صلى الله عليه وسلم، وهو في الحقيقة قول
الجهمية، لكن منهم من يعلم بذلك فيكون منافقا ومنهم جهال لا يعلمون أنهم مكذبون له.
الوجه الثاني عشر: أنه قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=684279«لا أحد أحب إليه المدح من الله؛ من أجل ذلك مدح نفسه، ومن أجل ذلك وعد الله بالجنة، ولا أحد أحب إليه العذر من الله؛ من أجل ذلك بعث المنذرين [ ص: 422 ] والمبشرين» كما قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=654271«ولا أحد أغير من الله؛ ومن أجل غيرته حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن» فجعل محبته للعذر سببا لإرسال النذر، ومحبته للمدح سببا لمدح نفسه، ولوعده عباده بالجنة، وهذا يقرر أن المحبة والغيرة هي السبب في الأقوال المذكورة ليست هي نفس الأقوال التي هي الوعد والإرسال والمدح والنهي
[ ص: 423 ]