وكذلك قال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد بن حنبل في أثناء كلامه: (بل نقول:
إن الله جل ثناؤه لم يزل متكلما إذا شاء، ولا نقول: إنه قد كان ولا يتكلم حتى خلق كلاما، ولا نقول: إنه قد كان لا يعلم حتى خلق علما فعلم، ولا نقول: إنه قد كان ولا قدرة له حتى خلق لنفسه قدرة، ولا نقول: إنه قد كان ولا نور له حتى خلق لنفسه نورا، ولا نقول: إنه قد كان ولا عظمة له حتى خلق لنفسه عظمة».
فقالت
الجهمية لنا لما وصفنا من الله من هذه الصفات: إن زعمتم أن الله ونوره، والله وقدرته، والله وعظمته، فقد قلتم بقول النصارى حين
[ ص: 432 ] زعمتم أن الله لم يزل ونوره، ولم يزل وقدرته، فقلنا: لا نقول: إن الله لم يزل وقدرته ولم يزل ونوره، ولكن نقول: لم يزل بقدرته ونوره لا متى قدر ولا كيف قدر».
وهذه ألفاظ صريحة في أن
مسمى النفس هو ما يقوم به الصفات، وهو مسمى الله، وليس مسمى النفس صفة من الصفات، وكذلك قال: ويقال للجهمي: «إذا قال: إن الله معنا بعظمة نفسه» إلى أن قال: «وإذا أردت أن تعلم أن الجهمي كاذب على الله حين زعم أنه في كل مكان ولا يكون في مكان دون مكان، فقل له: أليس الله كان ولا شيء، فيقول: نعم، فقل له: حين خلق الشيء خلقه في نفسه أو خارجا من نفسه، فإنه يصير إلى ثلاثة أقاويل، لا بد له من واحد منها، إن زعم أن الله خلق الخلق في نفسه
[ ص: 433 ] فقد كفر حين زعم أنه خلق الجن والشياطين في نفسه، وإن قال: خلقهم خارجا عن نفسه ثم دخل فيهم كان هذا أيضا كفرا حين زعم أنه دخل في كل مكان وحش قذر رديء، وإن قال: خلقهم خارجا عن نفسه ثم لم يدخل فيهم رجع عن قوله كله أجمع، وهو قول أهل السنة».