وأما قول المؤسس:
تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك [المائدة: 116] أي: «تعلم معلومي ولا أعلم معلومك».
فلا ريب أن هذا المعنى داخل في الآية، لكن تفسيرها بمجرد هذه العبارة ليس بسديد؛ فإن معلوم الله ومعلوم
عيسى ليس واحدا منهما في النفس، وإنما الذي في النفس العلم المطابق للمعلوم، وأيضا فسواء كان الذي في النفس العلم أو المعلوم، فكون المراد «تعلم ما أعلم أو علمي، ولا أعلم ما تعلم أو علمك» لا ينافي أن يكون لله نفسا، كما نطقت به الآية، كما أن
لعيسى عليه السلام نفسا؛ فإن الآية صريحة في ذلك، وهي دالة على ذلك المعنى، ودلالة اللفظ على بعض المعاني لا يمنع دلالته على غيره.