وبكل حال تفسير معناه ليس داخلا في التأويل الذي اختص الله به، سواء سمي تأويلا أو لم يسم.
وأما
احتجاجهم بالحروف المقطعة فعنه أجوبة:
أحدها: أن هذه ليست كلاما منظوما، فلا يدخل في مسمى الآيات، وعامة الناس أهل
مكة والمدينة والبصرة لا يعدون ذلك آية، ولكن الكوفيون يعدونها آية، وبكل حال فهي أسماء حروف ينطق بها غير معربة، مثل ما ينطق بألف با تا، وبأسماء العدد: واحد اثنان ثلاثة، والذي يتبين به المعنى بعد العقد والتركيب، بتقدير أن لا يكون لهذه معنى يفهم، لا يلزم أن لا يكون للكلام المؤلف المنظوم الذي هو جملة اسمية أو فعلية معنى يفهم، ولكن على هذا التقدير يكون قد أنزلت هذه الحروف بحكم آخر غير الخطاب.