فعلم أن الآيات التي قيل فيها:
وأخر متشابهات [آل عمران: 7]. هي أيضا محكمات مبينات، وهي بيان وهدى وبصائر، لكن اختصت بتشابه لم يكن في المحكمات، وكذلك اختصت المحكمات بأحكام أخر غير الأحكام المشتركة، وأما المتشابه فإما أن يراد به أنها في نفسها متصفة بالتشابه بحيث هي متشابهة في نفس الأمر، وعلى كل أحد إما أن يقال: تشابهت على بعض الناس، فالتشابه أمر إضافي، وإذا أريد هذا المعنى الثاني فكل كلام في الوجود قد يشتبه على بعض الناس، لنقص علمهم ومعرفتهم، لا لنقص في نفس الكلام الذي هو في نفسه متشابه.
ومما يوضح هذا أن كل من لم يكن له خبرة بكلام شخص أو طائفة بما يريدونه من تلك الألفاظ، إذا سمعها تشتبه عليه، ولا يميز بين المراد منها وغيره، بل قد يظن المراد غير
[ ص: 357 ] المراد، مثل من يسمع كلام أهل المقالات والصناعات قبل أن يخبر مرادهم.