وكذلك
اشتباه معنى الكلام، فقد ذهبت الملاحدة الإسماعيلية ونحوهم إلى تأويل الصلاة والصيام والحج، [ ص: 367 ] بأن الصلاة معرفة أسرارهم، والصيام كتمان أسرارهم، والحج هو السفر إلى شيوخهم المقدسين، وهذا وإن كان بعضهم يعلم أنه متعمد للكذب في ذلك، فكثير من عوامهم راج ذلك عليهم، وظنوه حقا، وأنه من العلوم الباطنة المكتومة التي لا يعرفها إلا الخواص، وأن هذا من المحكم، ومعلوم أن قوله تعالى:
ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا [آل عمران: 97]. وقوله:
فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ومن تطوع خيرا [البقرة: 158]. هو البيت الذي
بمكة، وأن الحج هو الحج المعروف، وكذلك الصيام قد بين أنه صوم شهر رمضان، وشهر رمضان هو الشهر الذي بين شعبان وشوال، وصيامه الصيام المعروف.
وعند طائفة كبيرة من النصيرية: أن رمضان اسم لعدد من شيوخهم، وهم يعتقدون ذلك.