الوجه الرابع: أن أهل العلم بالكتاب والحديث قد نقلوا لغة الرسول صلى الله عليه وسلم التي خاطبنا بها، ولم يحتج مع ذلك إلى نقل لغة أحد غير الرسول صلى الله عليه وسلم، ولهذا لا يحتاج علماء الدين إلى أهل اللغة في فهم القرآن والحديث إلا في مواضع يسيرة يحتاج بعضهم إليها؛ كألفاظ غريب القرآن، والحديث، والفقه، ومعانيها، فلا يحتاجون في ذلك إلى نقل أهل اللغة، وإن احتاج إلى ذلك بعضهم، أو ذكر ذلك على سبيل الاستشهاد والاعتبار/ كما يقوى الدليل بالدليل، فكل ما احتاج المسلمون إلى نقله من لغة القرآن فهم يتبعون عندهم نقلا معلوما مقطوعا به، إلا مواضع قليلة خفيت على بعضهم، فصارت عنده
[ ص: 477 ] مظنونة أو مجهولة.