وأما
فتنة "إنكار الكلام لله -عز وجل-" فأول من بدعها
[ ص: 227 ] nindex.php?page=showalam&ids=14005جعد بن درهم، فلما ظهر
nindex.php?page=showalam&ids=14005جعد قال
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري وهو أستاذ أئمة الإسلام حينئذ ليس
الجعدي من أمة محمد صلى الله عليه وسلم -ورواه بإسناده- من طريق
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم، فأخذ منه
nindex.php?page=showalam&ids=15658جهم بن [ ص: 228 ] صفوان هذا الكلام فبسطه وطراه، ودعا إليه فصار به مذهبا، لم يزل هو يدعو إليه الرجال وامرأته
زهرة تدعو إليه النساء، حتى استهويا خلقا من خلق الله كثيرا. فأما
الجعد فكان خزري الأصل، فيما أخبرنا –وأسنده- عن
nindex.php?page=showalam&ids=16818قتيبة بن سعيد، ولكن
nindex.php?page=showalam&ids=15658جهم بسط ذلك المذهب وتكلم فيه، وهو صاحب ذلك المذهب الخبيث، وكانوا قد حذروه فيما أخبرناه
[ ص: 229 ] -وأسند ذلك- من طريق
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم إلى
nindex.php?page=showalam&ids=17132مقاتل بن حيان قال دخلت على
nindex.php?page=showalam&ids=16673عمر بن عبد العزيز فقال: من أين أنت؟ قلت: من أهل
بلخ، قال: كم بينك وبين النهر؟ قلت: كذا فرسخا، قال: هل ظهر من وراء النهر رجل يقال له
nindex.php?page=showalam&ids=15658جهم؟ قلت لا، قال: سيظهر من وراء النهر رجل يقال له
nindex.php?page=showalam&ids=15658جهم يهلك
[ ص: 230 ] خلقا من هذه الأمة يدخله الله وإياهم النار مع الداخلين. فأما
nindex.php?page=showalam&ids=14005الجعد بن درهم فضحى به
خالد بن عبد الله القسري على رؤوس الخلائق وما له يومئذ من نكير، وذلك سنة نيف وعشرين ومائة. وأما
nindex.php?page=showalam&ids=15658الجهم وكان
[ ص: 231 ] بمرو فكتب
هشام بن عبد الملك إلى واليه على
خراسان نصر بن سيار يأمره بقتله، فكتب إلى
سلم بن أحوز وكان على
مرو فضرب عنقه بين
[ ص: 232 ] نظارة أهل العلم، وهم يحمدون ذلك.
فهذه قصة فتنة أهل المشرق، بها بسطت ومهدت، ثم سارت في البلاد فقام لها
ابن أبي دؤاد وبشر بن غياث فملآ
[ ص: 233 ] الدنيا محنة والقلوب فتنة، دهرا طويلا، فسلط الله تعالى عليهم علما من أعلام الدين، أوتي صبرا في قوة اليقين
nindex.php?page=showalam&ids=12251أبا عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني، فشد المئزر، وأبى الفتنة، وجاد بالدنيا، وضن بالدين، وأعرض عن الغضاضة على طيب العيش، ولم يبال في الله خفة الأقران، ونسي قلة الأعوان، حتى هد ما شدوا، وقد ما مدوا.
فأما قول الطائفة التي قالت بالقدر فأرادت منازعة في
[ ص: 234 ] الربوبية وقعت فيها فضاهت المجوسية الأولى وهم الزنادقة التي كانت تشوش على الأولين دينهم، ولعنهم الله تعالى على لسان سبعين نبيا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنا آخرهم".