ولهذا قال أئمة المتكلمين من
الجهمية والمعتزلة والنجارية والضرارية ومن أخذ ذلك عنهم من متكلمي
الصفاتية كالأستاذ
أبي المعالي إمام الحرمين وأمثاله في
تقسيم الموجودات: (الموجود إما أن يكون له أول، وإما أن يكون بلا أول، والذي له أول هو الحادث، وهذه قسمة بديهية مستندة إلى إثبات ونفي الحوادث إلى المحل ). قال: (وهذه القسمة أيضا تستند إلى نفي وإثبات ). قال: (ولو قيل: هذه القسمة قسمة الموجودات لم يكن بعيدا؛ غير أن الوجود الأول لا بدء له ولا نهاية لوجوده، وكذلك أيضا لا نهاية لذاته ولا نهاية لصفاته وجودا وحكما، فكذلك لا يتطرق إلى ذات القديم ولا إلى صفاته الأوهام ولا تجول فيه الأفكار ).