قلت: قد ذكر ما ذكر في حجج الذين سماهم "مجسمة" مع تقصير فيها فإنها حجج كثيرة جدا، ومع هذا فلم يمكنه أن يمنعهم
ثبوت التشبيه من بعض الوجوه كما قرره، ولا أمكنه أن يمنع أن هذا ثابت بالكتاب والسنة واتفاق المسلمين؛ لكن ادعى أن التجسيم يوجب إثبات مثل لله في تمام ماهيته، وذلك ليس تشبيها في بعض الأمور؛ بل هو مماثلة في كمال الحقيقة والماهية.
قلت: ولا ريب أن من أثبت لله مثلا في كمال حقيقته فهو مشبه، بل هو أعظم من أن يقال مشبه؛ بل هو جاعل لله تعالى كفوا وشبها وندا قال: (
فالأشياء المشتركة في الموجودية والعالمية والقادرية لا يجب تماثلها في تمام الماهية ) قلت: وهذا حق، فإن اشتراك الشيئين في كونهما موجودين أو عالمين
[ ص: 512 ] أو قادرين لا يوجب استواءهما في حقيقتهما.