قلت: هذا الكلام فيه تقصير كثير في معرفة مذاهب الناس وتحقيقها، وذلك أن
القائلين بأن الله تعالى فوق العرش والقائلين بالصفات الخبرية -وهم السلف وأهل الحديث، وأئمة الأمة وجماهيرها، وجمهور الصفاتية: من
الكلابية والأشعرية والكرامية وجمهور المشهورين
بالإمامة في الفقه والتصوف في الأمة من جميع الطوائف- جمهورهم لا يقول: هو جسم، ولا ليس بجسم، لما في اللفظين من الإجمال والاشتراك
[ ص: 527 ] المشتمل على الحق والباطل. ومنهم طوائف يقولون: هو جسم، وطوائف يقولون: ليس بجسم. ثم إن كثيرا من أئمة السنة والحديث أو أكثرهم يقولون: إنه فوق سمواته على عرشه بائن من خلقه بحد. ومنهم من لم يطلق لفظ الحد، وبعضهم أنكر الحد، وممن ذكر ما عنده في ذلك من مذاهب أهل الحديث والكلام -وإن كان بمقالات أهل الكلام أخبر-
nindex.php?page=showalam&ids=13711أبو الحسن الأشعري في كتاب "مقالات الإسلاميين، واختلاف المصلين" الذي من أول ما ذكره فيه أخذ الرازي وغيره
[ ص: 528 ] مذهبه في عدم تكفير أهل الصلاة.