يقال له: هذا يقتضي أن شيئا مما يقال له جسم لا يوصف بالوحدة؛ حيث قلت: إن الجسم مركب وذلك ينافي الوحدة، ومعلوم أن هذا خلاف ما في الكتاب والسنة وخلاف لغة العرب، قال الله تعالى : يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها [النساء 1] ومعلوم أن النفس الواحدة التي خلق منها زوجها هو آدم، وحواء خلقت من ضلع آدم القصيراء من جسده خلقت لم تخلق من روحه، حتى يقول القائل: الوحدة هي باعتبار النفس الناطقة التي لا تركيب فيها، وإذا كانت حواء خلقت من جسد آدم، وجسد آدم جسم [ ص: 166 ] من الأجسام، وقد سماها الله نفسا واحدة علم أن الجسم قد يوصف بالوحدة، وأبلغ من ذلك ما ذكره nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد وغيره من قوله: ذرني ومن خلقت وحيدا [المدثر 11] فإن الوحيد مبالغة في الواحد، فإذا وصف البشر الواحد بأنه وحيد فوصفه بأنه واحد أولى، ومع هذا فهو جسم من الأجسام، وقال تعالى: يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين فإن كن نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك وإن كانت واحدة فلها النصف [النساء 11] فوصف المرأة بأنها واحدة، وهذا جسم موصوف بالوحدة؛ حيث لم يكن لها نظير في كونه بنتا لهذا الميت.