وقفت فيها أصيلا لا أسائلها عيت جوابا وما بالربع من أحد [ ص: 198 ] إلا الأواري لأيا ما أبينها والنؤي كالحوض بالمظلومة الجلد
[ ص: 199 ] فلو كان لفظ الأحد يقع على جسم أصلا لكان التقدير ولم يكن ما ليس بجسم كفوا له، وهذا عنده ليس إلا الجوهر الفرد عند من يقول به فيكون المعنى: لم يكن الجوهر الفرد كفوا له، وأما سائر الموجودات فلم ينف مكافأتها له ولا أشرك بربي ما ليس بجسم، ولن يجيرني من الله ما ليس بجسم. ومعلوم أن عامة ما يعلم من المخلوقات القائمة بأنفسها هي أجسام كأجسام بني آدم وغيرهم، والأرواح تدخل في مسمى ذلك عند عامة المسلمين وإن لم تدخل عند بعضهم، ومن المعلوم أن الله لم ينه عن أن يشرك به ما ليس بجسم فقط، بل نهيه عن أن يشرك به الأجسام أيضا لاسيما وعامة ما أشرك به من الأوثان والشمس والقمر والنجوم إنما هي أجسام.