الوجه الثالث: أن هذه الحجة من
جنس حجة الجهمية المحضة على نفي الصفات؛ فإن قولهم: لو كان له علم وقدرة وحياة وكلام لكان محتاجا في أن يعلم ويقدر ويتكلم إلى علم وقدرة وكلام بمنزلة قول هذا القائل: لو كان له يد لكان محتاجا في الفعل إلى اليد، وذلك ينافي كونه صمدا، فما كان جوابه لأولئك كان جوابا له عن هؤلاء لا سيما أن هذا أوكد؛ لأنه قد تقدم أنه قادر على الخلق والفعل بيده وبغير يده، ولا يجوز أن يقال إنه عالم بلا علم وقادر بلا قدرة، فإن كان ثبوت الصفات موجبا حاجته إليها؛ فالحاجة في هذه أقوى وإن لم تكن موجبة حاجته إليها بطلت الحجة .