الوجه الرابع في تقرير ذلك: ثم إن قوله:
الذين يحملون العرش ومن حوله [غافر 7] وقوله:
ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية [الحاقة 17] يوجب أن
لله عرشا يحمل ويوجب أن ذلك العرش ليس هو الملك كما تقوله طائفة من
الجهمية؛ فإن الملك هو مجموع الخلق؛ فهنا دلت الآية على أن لله ملائكة من جملة خلقه يحملون عرشه وآخرون يكونون حوله، وعلى أنه يوم القيامة يحمله ثمانية إما ثمانية أملاك وإما ثمانية أصناف وصفوف، وهذا إلى مذهب
المثبتة أقرب منه إلى قول النافية بلا ريب .
الوجه الخامس: أن العرش في اللغة السرير بالنسبة إلى ما فوقه وكالسقف بالنسبة إلى ما تحته، فإذا كان القرآن قد جعل لله عرشا وليس هو بالنسبة إليه كالسقف علم أنه بالنسبة
[ ص: 279 ] إليه كالسرير بالنسبة إلى غيره، وذلك يقتضي أنه فوق العرش .