وإذا كان كذلك فينبغي أن يعلم أن الكلام في هذا الفصل مقصود لنفسه وفيه ينفصل أهل التوحيد من أهل الإلحاد؛ فإن
القول بأن الله فوق العرش هو مما اتفقت عليه الأنبياء كلهم وذكر في كل كتاب أنزل على كل نبي أرسل، وقد اتفق على ذلك سلف الأمة وأئمتها من جميع الطوائف، وجميع طوائف
الصفاتية تقول بذلك من
الكلابية وقدماء
[ ص: 298 ] الأشعرية وأئمتهم
والكرامية وقدماء
الشيعة من الإمامية وغيرهم بخلاف لفظ الجسم والمتحيز؛ فإن هذا لم يثبته السلف والأئمة مطلقا ولا نفوه مطلقا، وإن كان فيما أثبتوه ما يوافق ما قد يعنيه مثبتو ذلك وفيما نفوه ما قد يوافق بعض قول نفاة ذلك، وذلك أن الله سبحانه له الأسماء الحسنى كما سمى نفسه بذلك وأنزل به كتبه وعلمه من شاء من خلقه كاسمه الحي والعليم والرحيم والحكيم والأول والآخر والعلي والعظيم والكبير ونحو ذلك.