ومن هذا الباب قول هذا المؤسس ونحوه ممن فيه تجهم إقامة البراهين على أنه ليس بمختص بحيز وجهة؛ بمعنى أنه يصح أن يشار إليه بالحس أنه هاهنا وهناك؛ فإن المقصود الذي يورده على منازعه بهذا الكلام أنه ليس على العرش ولا فوق العالم كما يذكره في سائر كلامه ويحرف النصوص الدالة على ذلك، ولكن لم يترجم للمسألة
[ ص: 305 ] بنفي هذا المعنى الخاص الذي أثبتته النصوص، بل عمد إلى معنى عام مجمل يتضمن نفي ذلك، وقد يتضمن أيضا نفي معنى باطل، فنفاهما جميعا نفى الحق والباطل؛ فإن
قول القائل ليس في جهة ولا حيز يتضمن نفيه أنه ليس داخل العالم ولا في أجواف الحيوانات ولا الحشوش القذرة، هذا كله حق ويتضمن أنه ليس على العرش ولا فوق العالم، وهذا باطل وكان في نفيه نفي الحق والباطل.