وقال أيضا
nindex.php?page=showalam&ids=13711أبو الحسن الأشعري في باب
اختلافهم في الباري هل هو في مكان دون مكان أم لا في مكان أم في كل مكان، وهل تحمله الحملة أو تحمل العرش، وهل هم ثمانية أملاك أم ثمانية أصناف من الملائكة اختلفوا في ذلك على سبع عشرة مقالة.
قد ذكرنا قول من امتنع من ذلك وقال إنه في كل مكان حال، وقول من قال لا نهاية له وأن هاتين الفرقتين أنكرتا القول أنه في مكان دون مكان، قلت: وكان قد ذكر في شرح اختلاف الناس في
[ ص: 372 ] التجسيم، فقال: فاختلفوا في مقدار الباري بعد أن جعلوه جسما، فقال قائلون: هو جسم وهو في كل مكان وفاضل عن جميع الأماكن، وهو مع ذلك يتناهى غير أن مساحته أكثر من مساحة العالم؛ لأنه أكبر من كل شيء، وقال بعضهم: مساحته على قدر العالم.
ثم قال: وقال بعضهم: ليس لمساحة الباري نهاية ولا غاية، وأنه ذاهب في الجهات الست اليمين والشمال والأمام والخلف والفوق والتحت، قالوا: وما كان كذلك لا يقع عليه اسم جسم ولا طويل ولا عريض ولا عميق وليس بذي حدود ولا هيئة ولا قطب.
[ ص: 373 ] قال: وقال قوم: إن معبودهم هو الفضاء وهو جسم تحل الأشياء فيه ليس بذي غاية ولا نهاية فهاتان هما الفرقتان.
قال: وقال قائلون: هو جسم خارج عن جميع صفات الجسم ليس بطويل ولا عريض ولا عميق، ولا يوصف بلون ولا طعم ولا مجسة ولا شيء من صفات الأجسام وأنه ليس في الأشياء ولا على العرش إلا على معنى أنه فوقه غير مماس له وأنه فوق الأشياء وفوق العرش ليس بينه وبين الأشياء أكثر من أنه فوقها.
قال: وقال
هشام بن الحكم: إن ربه في كل مكان
[ ص: 374 ] دون مكان وأن مكانه هو العرش وأنه مماس للعرش وأن العرش قد حواه وحده.
وقال بعض أصحابه: إن الباري قد ملأ العرش وأنه مماس له.