قال:
واختلف الناس في حملة العرش ما الذي تحمل.
فقال قائلون: الحملة تحمل الباري وأنه إذا غضب ثقل على كواهلهم، وإذا رضي خف فيتبينون غضبه من رضاه، وأن العرش له أطيط إذا ثقل عليه كأطيط الرحل.
وقال بعضهم: ليس يثقل الباري ولا يخف ولا تحمله الحملة ولكن العرش هو الذي يخف ويثقل ويحمله الحملة.
وقال بعضهم: الحملة ثمانية أملاك، وقال بعضهم: ثمانية أصناف.
قال: وقال قائلون: إنه على العرش، وإنه مباين
[ ص: 377 ] منه لا بعزلة وإشغال لمكان غيره، بل بينونة ليس على العزلة، والبينونة من صفات الذات.
قال: واختلفت
المعتزلة في المكان، فقال قائلون: إن الله بكل مكان، وقال قائلون: الباري لا في مكان بل هو على ما لم يزل عليه، وقال قائلون: الباري في كل مكان بمعنى أنه حافظ للأماكن وذاته مع ذلك موجودة بكل مكان.
قلت: وهذا الذي ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=13711أبو الحسن في كتاب الإبانة هو الذي يذكره من ينقل مذهبه جملة، ويرد بذلك على الطاعنين فيه، كما ذكر ذلك الحافظ
nindex.php?page=showalam&ids=13933أبو بكر البيهقي وأبو القاسم بن عساكر في كتاب تبيين كذب المفتري فيما ينسب إلى
[ ص: 378 ] الشيخ
nindex.php?page=showalam&ids=13711أبي الحسن الأشعري.
والذي ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=13711الأشعري في كتاب المقالات هو الذي ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=13428أبو بكر بن فورك في كتاب مقالات
nindex.php?page=showalam&ids=13464ابن كلاب، فقال: الفصل الأول في ذكر ما حكى شيخنا
nindex.php?page=showalam&ids=13711أبو الحسن في كتاب المقالات من جمل مذاهب
أصحاب الحديث وقواعدهم وما أبان في آخره أنه هو يقول بجميع ذلك وأن
أبا محمد عبد الله بن سعيد يقول بذلك وبأكثر منه.
وهكذا ذكر القاضي
nindex.php?page=showalam&ids=12604أبو بكر الباقلاني في عامة كتبه مثل التمهيد والإبانة وكتابه الذي سماه كتاب الرد على من نسب إلى
nindex.php?page=showalam&ids=13711الأشعري خلاف قوله بعد فصول ذكرها، قال: وكذلك قولنا في جميع المروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في صفات الله تعالى إذا ثبتت بذلك الرواية من إثبات اليدين اللتين نطق بهما
[ ص: 379 ] القرآن والوجه والعينين، قال تعالى:
ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام [الرحمن 27] .
وقال تعالى:
كل شيء هالك إلا وجهه [القصص 88] .
وقال في قصة إبليس:
ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي [ص 75] .
وقال :
بل يداه مبسوطتان [المائدة 64] .
وقال :
تجري بأعيننا [القمر 14]، قال: وروي في الحديث
nindex.php?page=hadith&LINKID=656598من رواية nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر الدجال، قال: إنه أعور، وإن ربكم ليس بأعور فأثبت له العينين.
[ ص: 380 ] قال: وهذا حديث غير مختلف في صحته عند العلماء بالحديث وهو في صحيح
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري، وقال عليه السلام فيما يروى من الأخبار المشهورة:
nindex.php?page=hadith&LINKID=660414وكلتا يديه يمين، ونقول إن الله تعالى يأتي يوم القيامة في ظلل من الغمام والملائكة كما نطق بذلك القرآن، وأنه
nindex.php?page=hadith&LINKID=676031ينزل إلى سماء الدنيا فيقول: هل من سائل فيعطى أو مستغفر فيغفر له؟ الحديث، وأنه عز وجل مستو على عرشه، كما قال:
الرحمن على العرش استوى [طه 5]، قال: قد بينا دين الأئمة وأهل السنة وأن هذه
الصفات تمر كما جاءت بغير تكييف ولا تمثيل ولا تحديد ولا تجنيس ولا تصوير كما روي عن
[ ص: 381 ] nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب وغيره.