فقوله عن
الكرامية: إنهم لا يثبتون ذلك. إن أراد به بعضهم فلعله يكون وإلا فلا ريب أن فيهم
من يثبت هذه الصفات الخبرية كالوجه واليد التي يسميها هو الجوارح والأبعاض، ويطلقون أيضا لفظ الجسم إما لفظا وإما لفظا ومعنى.
وأما
الحنبلية فلا يعرف فيهم من يطلق هذا اللفظ، لكن فيهم من ينفيه وفيهم من لا ينفيه ولا يثبته، وهو الذي كان عليه
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد وسائر أئمة السنة، وإن كانوا مع ذلك
يثبتون ما جاءت به النصوص مما يسميه المنازعون تجسيما وتشبيها، بل يقولون: إثبات هذه المعاني أحق بمعنى التجسيم ممن يثبت
[ ص: 556 ] لفظه دون معناه.
وكذلك قوله عن
الكرامية: إنهم زعموا أنه غير متناه، فهذا إنما هو قول بعضهم كما تقدم ذكره لذلك: وأن منهم من يقول هو متناه، ثم إن كلا من القولين ليس من خصائص
الكرامية بل النزاع في ذلك مشهور عن غيرهم، وقد ذكرنا بعض ما في ذلك من النزاع فيما ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=13711الأشعري في المقالات.