[ ص: 93 ] قوله: " والقسم الثاني وهو أن يقال: إن تلك الأجزاء مختلفة في الماهية. فنقول: كل جسم مركب من أجزاء مختلفة في الماهية فلا بد وأن ينتهي تحليل تركيبه إلى أجزاء يكون كل واحد منها مبرءا عن هذا التركيب، لأن التركيب عبارة عن اجتماع الوحدات. " يقال: هب أنه تحلل تركيبه إلى أجزاء يكون كل واحد مبرءا عن هذا التركيب، لكن لا يجب أن تكون تلك الأجزاء متماثلة في الصفة والحقيقة وإن كانت جواهر منفردة بل قد يقال إنها متساوية في المقدار، بمعنى أنها غير قابلة الانقسام وليست مستوية في الصفة والحقيقة، بل حقيقة كل جزء من تلك الأجزاء مخالف لحقيقة الآخر، وهذا فيه أن الجواهر المنفردة تكون مستوية في القدر غير مستوية في الحقيقة، وهذا قول كثير من الناس أو أكثرهم، بل أكثر العالمين على أن الجواهر ليست متماثلة في الحقيقة بل مع تنازعهم في الجوهر هل هو جنس أو جنسان أو ثلاثة أو أكثر من ذلك، فإن عامتهم متفقون على أن الجنس الواحد ليس متماثلا بل هو متنوع إلى أنواع مختلفة، فإذا كان القائلون بأنها جنس واحد
[ ص: 94 ]